Saturday, August 27, 2011

متفرقات ثالثة

متفرقات ثالثة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

فيما يلى مجموعة من الرسائل جمعتها معا. أرجو تخصيص بعض الوقت لقراءتها و لن تندم.


الفيديو

هل تتذكرون الفيديو ؟!!! .
لقد ظهر فى حياتنا فى أواخر سبعينيات القرن الماضى . و بدأ الأمر ( كالعادة ) بالسعر المرتفع ( عدة آلاف من الجنيهات بقيمتها وقتئذ !!! ) و تم فى البداية حظره و مصادرته !!! ثم تم السماح به بعد فرض جمارك عالية جدا عليه و إعتبروه ضمن ما كانوا يسمونها ( وقتئذ ) سلعا "إستهلاكية" و "معمرة" و "إستفزازية" ... إلخ !!! ( ثم لم تعد كذلك على الإطلاق !!! بعد فترة قصيرة جدا نسبيا !!! بل أصبحت هى "الشغل" تزين للناس بشتى الطرق بل و تكاد تفرض عليهم فرضا بالتقسيط بالربا ... إلخ !!! ) ثم ظهرت بعد ذلك بعض "الدكاكين" التى تبيع الأفلام ( كان البعض يصفها "بالهابطة" لكنها فى الحقيقة كانت فى المستوى المعتاد السائد وقتئذ أى "منحطة جدا" إزدادت إنحطاطا بدرجة لا يصدقها عقل نتيجة زيادة الطلب ) ثم تطور الأمر تطورا طبيعيا تلقائيا إلى تأجير الأفلام بدلا من شرائها ( طبعا !!! فما قيمة أى فيلم من هذا النوع بعد أن تراه مرة واحدة ؟!!! ) و أيضا ( و طبعا ) تطور الأمر إلى تأجير الأفلام المخلة و الجنسية ليصبح ذلك هو الجزء الرئيسى من "العمل" فى معظم الأحيان . بل وصل الأمر لدرجة فرض الفيديو و أحط أنواع الأفلام بالإكراه على المسافرين فى الأتوبيسات و القطارات ( مع رفع ثمن التذكرة بشكل سفيه ) ... إلخ .
ثم دارت عجلة الحياة و إنصرف الناس عن الفيديو تدريجيا ثم كليا لعوامل كثيرة أشير منها إلى ظهور الدش و توفر القرف فيه أضعافا كثيرة عن درجة التشبع و من كل شكل و لون خاصة الأفضل قليلا من الأجنبى و كذلك ظهور الإنترنت و جذبها للبعض ليتفاعل بدلا من مجرد التلقى فقط فى التليفزيون و أيضا يجب أن نشكر اليابان لأن صناعة الفيديو كانت واحدة من الصناعات التى ألقت بها خارجها فإنحطت الجودة بسرعة رهيبة فى فترة قياسية و تزامن ذلك مع إنتاج الأجيال الجديدة من الأجهزة غير القابلة للإصلاح و بالتالى نفر الكثيرون بعد الشراء ثم التلف السريع لجهازين متتاليين مثلا لينقرض الفيديو بشكل شبه كامل بعد عمر قصير جدا بالنسبة لإختراعات أخرى كالسيارة مثلا !!! و تفشل البدائل المعروضة مثل الدى فى دى فى إعتلاء العرش .
أنتقل بعد هذا السرد الموجز إلى سياق موازى تزامن مع الفيديو و هو موقف "أبو ذقن" منه . لقد هاجمه الشيوخ و المتدينون من أول يوم . و كان موقف الكثيرين منه مبدئيا رغم أنه مجرد آلة يمكن أن تستفيد منها و يمكن أن توذى نفسك أو غيرك بها ( ككل آلة حتى السيارة مثلا بل حتى مجرد أبسط و أقدم أداة كالسكين مثلا ) و كان هناك ( طبعا ) من أدمن تلك الأفلام و أصبح من الصعب عليه أن ينصت لهؤلاء . و أيضا كان مصدرا للرزق ( المشكوك فى أمره تماما على أقل تقدير ) لمن أسموا أنفسهم "نوادى الفيديو" . ثم بدأ بعض المتدينين حملة ضد هذه الأوكار بدأوها بالنصح و الإرشاد ( إسمه فى ديننا "الأمر بالمعروف و النهى عن الفيديو" ) ثم تطور الأمر إلى حرق بعض هذه الأوكار التى تشيع الفاحشة فى المؤمنين ( أو هكذا قال لنا الأمن وقتئذ ) لتبدأ حملات مكثفة تستهدف المتدينين وصلت لدرجة القتل المتعمد المتكرر لبعضهم من أجل الهدف الأسمى و هو أن تظل أوكار الفاحشة هذه مفتوحة تبث سمومها فى مجتمع المسلمين !!! .
و أظن أنه يمكن الآن بعد ما قيل عن "ثورة ناجحة" و إلغاء "أمن الدولة" أن نسأل : ما الذى كان سيحدث لو لم نقتل "أبو ذقن" ؟!!! . بل حتى ما الذى كان سيحدث لو سمعنا ما يقوله بدلا من فقط كلام الشقلطوز الحاكم عنه ؟!! ( أو حتى إلى جانبه !!! ) و ماذا لو كنا قد حاولنا أن نفهم ما يقوله بدلا من الإكتفاء بالسخرية منه و الإستهزاء به ؟!!! . ما الذى كان سيحدث لو تناقشنا معه و قارعنا الحجة بالحجة ( إن وجدت !!! ) بدلا من تشويه صورته بكل الطرق الإجرامية المنحطة الخسيسة الوضيعة فى كل وسائل الإعلام ثم "ينتصر" عليهم الأمنجى و يفخر بأنه قد وصل بمن لم يقتلهم منهم لدرجة "التوبة عن الفكر" بعد عشرات السنين داخل السجون و المعتقلات من النوع المصرى ؟!!!. بل ما الذى كان سيحدث لو حتى كنا قد مشينا فى الإتجاه العكسى على طول الخط بل و حتى إعترفنا بأن "أبو ذقن" على صواب و على حق بنسبة تقترب من المائة بالمائة و بحثنا معا عن حل لا نخسر فيه ديننا بدلا من أن نقتله ؟!!!. ما الذى كنا سنخسره بدون تلك الأوكار ؟!!! . كم كان عدد مدمنى تلك النوعية من الأفلام فينا مقابل كل تلك الأوكار ؟!!! . ما الذى كان سيحدث لو تم دفعهم هم فى الإتجاه الصحيح و ليس دفع المجموع كله فى الإتجاه الخطأ ؟!!! و الإصرار و الإستماتة فى سبيل ذلك حتى بعد ما أوصل الأمن الإجرامى الأمر لدرجة القتل العمد المتكرر لأى "أبو ذقن" ؟!!!. ما الذى كان سيخسره كل واحد من أصحاب نوادى الفيديو لو كان قد بحث عن مصدر رزق شريف ؟!!! ألم يفعل ذلك مكرها بعد فترة قصيرة ( جدا ) ؟!!! .
بل أضع النقاط فوق الحروف لأسأل ( بمنتهى المبالغة المتعمدة ) : بل ما الذى كنا سنخسره لو عشنا بدون الفيديو كليا لمدة هذه الثلاثين سنة الماضية التى مرت سريعا ( جدا) ( كغيرها ) ؟!!! . هل كنا سنصبح غير "متحضرين" و لا "مثقفين" و لا "متقدمين" و لا "متطورين" و لا "متنورين" ... إلخ خاصة لو أخذنا فى الإعتبار الطريقة التى إستخدمناه بها؟!!!.
كنا سنوفر كثيرا من المال و كثيرا من الوقت و كثيرا من الأفلام المنحطة و كثيرا من الذنوب ( فى مصر و غيرها ) و كثيرا من القتلى ( من أغلى نوع لو كانوا يعلمون ) ... إلخ !!! .
هل سنتعظ ؟
و بعد أن إنتشر الفيديو و صار فى كل بيت و أوتوبيس و قطار !!! كرر الشقلطوز الحاكم فى مصر الأمر نفسه مع كاميرا الفيديو بالذات !!! و عاملها كما يعامل المخدرات مثلا !!! ثم عاد ( كالعادة ) و سمح بها بعد وضع غرامات و جمارك و ضرائب عليها من النوع الغبى المعتاد و إستمر الأمر لسنوات طويلة ثم ها هى الآن أكثر تطورا و أعلى بكثير فى القدرات و الإمكانيات مفروضة بالإكراه بشكل أصبح شبه مجانى مع كل جهاز تليفون محمول !!!.
قد يقول قائل ( و يردد معه البعض ) منطقا "مشقلطا" هو محاولة جمع المال بطريقة "القانون" بفرض الجمارك الغبية على بعض السلع بالذات و بفرض الضرائب الأغبى على المتيسرين نسبيا ... إلخ بالإدعاء الدائم المعتاد بأن ذلك إنما لمصلحة الفقراء و للإنفاق العام ... إلخ . و الحال فى مصر معروف و واضح و لا يحتاج لشرح خاصة مجالات الإنفاق التى يتم توجيه "الحصيلة" إليها و الطريقة التى يتم بها الإنفاق بعد ذلك بالفشل و الهدر الذى تعودناه منهم فى كل شيئ . و إنما فقط أركز على نقطة أخرى و هى أنه حتى بفرض أنه أمكن جمع المال بطريقة الجباية بالضرائب و الجمارك و الرسوم بأنواعها ... إلخ بطرق سليمة بل و بالقبول و الرضا من الجميع بل و تم الإنفاق على الفقراء حقا و بطرق صحيحة ( منتهى المبالغة اللا-نهائية ) فإن المبدأ نفسه لا يزال "مشقلطا" عن مبدأ التصدق بنفس المبالغ طواعية من الغنى على الفقير فقد خسرنا الأجر و الثواب من الإله !!! ( الذى -طبعا طبعا- جعل لنا الصدقات هى الأخرى إختيارية أساسا ) و إستسلمنا للطاغوت ( الذى أيضا -طبعا طبعا- يجمعها هى الأخرى بطريقة الجباية الإجبارية ) .
و طبعا أتذكر فترة الإسلام الحقيقى فى عهد الخلفاء عندما كان يحصل كل فقير على كل ما يحتاجه !!! ( و هو -طبعا- ما لم يحدث قبل ذلك على وجه الأرض !!! و لا أظنه حدث بعد ذلك !!! ) و لا يتم نقل إلا فوائض الزكاة و الخراج و الصدقات ... إلخ من الأمصار لتوضع فى بيت المال ليتم الإنفاق منها لمصلحة المجموع ( و أتذكر من ذلك تعبيد الطرق مثلا و الجهاد فى سبيل الله ... إلخ ) و رغم ذلك طفح المال من ذلك الخزان و صار مطمعا يمكن أن تبنى به القصور يتوارثها الحكام إياهم بالجوارى و الشعر و المعازف و الغناء و الرقص و الخمر ... إلخ و لا حول و لا قوة إلا بالله .
هل يمكن أن أطلب أن نعتبر مما حصل و نتدارك الأمر عندما يمن الله مرة أخرى علينا و نعيد الخلافة بأن يتم تعديل الأمر بهذا الصدد بعض الشيئ عن ما إجتهد به عمر و نتجنب تكدس أى أموال فى بيت المال ؟ . و لو حتى بتوزيعها بطريقة أو أخرى على المجموع ليضطر الطامع إلى إعادة جمعها قسرا من أيدى الناس . ( غالبا -طبعا- برفع الأسعار و إعادة فرض الضرائب و الجمارك و الرسوم ... إلخ و فى مصر بالتأكيد فوق كل ذلك بالإكراه على "الشيئ لزوم الشيئ" فى كل شيئ ) .
هل يمكن أن نتعظ ؟
هل يمكن أن أشير ( من منطلق من يعلم و لو القليل ) إلى منتج غربى آخر وصلنا هو الآخر بطريقة خاطئة و أسأنا إستخدامه هو أيضا لسنوات طويلة و آذينا أنفسنا به أكثر و أعمق بكثير مما يتخيل الكثيرون و هو الحاسب الآلى و بالذات لعب الأطفال المتخلفة عقليا المسماة "الحاسب الشخصى" الذى وصل الأمر بالشقلطوز الحاكم فى مصر إلى درجة فرضه فى المدارس بعد الجامعات !!! و أن تبيعه الوزارة نفسها للتلاميذ بالتقسيط بالربا !!! بل و تحويله إلى مقررات دراسية !!! إجبارية !!! بداية من المرحلة الإبتدائية !!! يأخذ الطلبة فيها دروسا خصوصية هى الأخرى ( حتى يتفوقوا أو حتى مجرد أن ينجحوا ... إلخ !!! ) رغم أننا فى بلد تفشت فيها بالفعل و منذ سنوات طالت "أفلام" هذا النوع الجديد من "الفيديو" ( إسمها "دورات" و "كورسات" ... إلخ أكثر "هبوطا" من الأفلام إياها لو كانوا يعلمون !!! ) متوفرة هى أيضا بعرض يفوق الطلب بكثير أيضا من "الدكاكين" و "النوادى" الخاصة بهذا النوع الجديد من "الأفلام" ( إسمها هذه المرة "مراكز" و "معاهد" ... إلخ ) ليحصل فى سنوات قليلة أكثر من مليون ( !!! ) على ما قيل لهم أنها "شهادات" فى الكمبيوتر بشكل أو بآخر و علموا ( جميعا بلا إستثناء واحد ) قيمتها الحقيقية !!! إنها مجرد شهادات "هابطة" كل منها فى كيفية مشاهدة فيلم بعينه بإستخدام هذا النوع الجديد من "الفيديو" !!! بل و حصل من هؤلاء عدد ( لا يتخيله أحد و لا يصدقه عقل !! ) على شهادات فى "كتابة السيناريو" !! ... إلخ ربما ليقوم كل منهم بإنتاج الأفلام التى يريد مشاهدتها بنفسه ... إلخ بل و إنتهى الأمر فى بلد منكوب بالكثيرين ممن حصلوا على "شهادة هابطة" بعد "دورة" إسبوعين ( فى أى شيئ ) لأن يقوموا هم بالتدريس لغيرهم !!! و يمنح هؤلاء هؤلاء المزيد من هذه "الشهادات" !!! ( صدقنى و الله لا أبالغ !!! بل إن هذه هى الحالة العامة !!! ) بل و يصبح هؤلاء هم معظم المديرين فى مجال تخصص المحترفين شبه المؤهلين ... إلخ بعد أن حشرت هذه البلد المنكوبة مليونا من الدخلاء المتطفلين غير المتعلمين فيما كان وقتئذ أضيق مجال عمل فى مصر ( و العالم ) !!! . لكن هذه المرة تم الأمر و تفشى و إستشرى و إستفحل كالوباء ( بل أكثر ) بدون أى "أبو ذقن" بعد الخلاص منه نهائيا ( طبعا ) و إفساح الطريق تماما ليس فقط لدرجة عدم التطبيق للقوانين هذه المرة بتاتا بأى حال بل لدرجة النسيان الكلى التام الكامل ( من الجميع !!! ) لتلك القوانين تماما من الأساس رغم أنها لا تزال قائمة و سارية ككل قوانين الطاغوت فى هذا البلد المنكوب . هل هناك من يجازف بأن يحاول الوقوف أمام قطار "التقدم" و "التحديث" و "التطوير" ... إلخ بل و "التعليم" ... إلخ ؟!!! . ليتم بسرعة عجيبة فى سنوات قليلة جدا تحقيق الهدف و هو تكوين هذه الكتلة الرهيبة من النوع المفضل لدى الشركات الأمريكية من "المستهلكين المثاليين" لهذا النوع الجديد من "الفيديو" و أحط أنواع "أفلامه" بأغلى مقابل لو كانوا يعلمون .
ملحوظة : أعتذر لأن الإحصائية قديمة جدا و لا تشمل طلبة المدارس ...... و لا مدرسيهم ...... و لا من علموا مدرسيهم . و أؤكد لمن لا يتخيل حجم الكارثة أن الرقم الجديد "مبهر" جدا حتى بالنسبة لمن تعودوا على بلاوى مصر التى لم يخلق مثلها فى البلاد . و يبدو أن هناك من أعجبته "المعجزات" التى حققتها مصر بالمليون الأول فقرر مضاعفته أضعافا !!! و وجد من نفذوا له ذلك !!! لندفع كلنا و أبناؤنا الثمن المباشر و غير المباشر و إلى أن يشاء الله كعهدى بكل "سرطان" آخر فى هذا البلد يستشرى و يستفحل بلا منطق و لا عقل و لا حدود ليقضى على الجسم الأصلى و يستمر و يستمر ( و لكن بالدروس الخصوصية هذه المرة !!! ) . أصلهم كانوا عرفوا يعلموهم العربى و الحساب عشان يعلموهم الكمبيوتر !!! .
و أتذكر منذ سنوات ( ليست كثيرة جدا ) عندما كان جهاز الكمبيوتر الواحد كبير الحجم ( جدا نسبيا ) يشغل صالة واسعة و يحتاج تجهيزات خاصة و تكييف هواء ... إلخ كان مكلفا جدا ( جدا ) ( ملايين بقيمتها وقتئذ ) و كان لا يمكن إستخدامه إلا فى تشغيل البيانات بالطرق "المتخلفة" ( كان لا يمكن لعب الألعاب إياها عليه و لا الرغى بإستخدامه و لا تخزين و مشاهدة الأفلام المخلة عليه... إلخ ) كان الشقلطوز الحاكم يفرض عليه الجمارك الغبية و الضرائب العالية و إختار الشاشات الخاصة به بالذات ليفرض عليها البنود المرتفعة نسبيا التى يفرضها على أجهزة التليفزيون !!! و أصر على ذلك سنينا طويلة ... إلخ !!! أما بعد أن أصبح التخلف العقلى ذو الحجم الأصغر و القدرات الأعلى بتضاعف فلكى المسمى "الحاسب الشخصى" هو "الحضارات" !!! و "الثقافات" !!! و "العلم الحديث من بلاد الفرنجة" !!! فقد أصبح يتم تزيينه للجميع بالتقسيط ( لم يتحدثوا عن "الدعم" بعد ) و بالإكراه على التلاميذ فى المدارس .
أؤكد ( من منطلق من يعلم و لو القليل ) أن الحاسب الشخصى أدهى و أمر و أعمق تأثيرا و أشد فتكا بكثير كثير من الفيديو السابق مثلا ليس فقط لتوفر المحتوى "الهابط" و "المنحط" تماما فيه هو أيضا و بدرجة أكبر بكثير و لكن أيضا للتطور الذى حصل فى طرق التخريب و الإفساد فهذه المرة لن تكون أنت فى حالة تلقى فقط تشاهد فيلما تعرف تماما أنه ليس الواقع و لا يحدث فى الحقيقة و إنما مجرد مجموعة ممثلين يمثلون مقابل أجر ... إلخ و إنما هذه المرة سيكون هناك تواصل فى الإتجاهين بين إبنك أو بنتك أو زوجتك مع "الحقيقة" أى مع عاهرة حقيقية أو داعر حقيقى بالصوت و الصورة ( و إختفى الشرطجى من الصورة تماما فى هذا المضمار -و غيره- و نسى الجميع حتى قوانين الطاغوت بهذا الصدد -و غيره- رغم التواجد المكثف المستمر النشيط جدا للشرطجى طوال الوقت و الذى يمكن أن نتخيل إجمالى تكلفته إلا أنه تفرغ للعمل كبلطجى تحصيل لحساب ميكروسوفت بالإضافة طبعا للمهمة الأساسية و هى التجسس على مستخدمى الإنترنت و التعامل مع من لا يعجبون الشقلطوز الحاكم ) . و أيضا فإنك فى حالة الفيديو السابق كنت تعلم أنك تشاهد أفلاما "للكبار فقط" و تستحى بدرجة أو بأخرى أن يراك أحد و أنت تفعل ذلك خاصة الأبناء و كنت مضطرا للحصول على تلك الأفلام بطريقة غير مشروعة ( و هو ما تقاعس الأمنجى عن منعه و بدلا من أن نعاقبه أشد العقاب تركناه يتواطأ ثم يقتل "أبو ذقن" عندما كاد ينجح وحيدا بإمكانيات تحت الصفر ) و كنت أيضا مضطرا للحصول على تلك الأفلام من "الدكاكين"إياها و هى نقطة الإنتشار التى حاول "أبو ذقن" أن يتصدى لها فكان ما كان رغم أن ما فعله كان مجرد "رد فعل" و محدود جدا ( مجرد إتلاف عدد صغير جدا من النسخ المستهلكة ذات القيمة صفر دون حتى التأثير على المحال ذاتها ) مقابل الفعل الأساسى الذى يخرب بلدا بأكملها و الخارج على الشرع و الدين ( الأديان ) و الأعراف و التقاليد ... إلخ بل و حتى مجرد الذوق العام !!! ( بالإضافة طبعا إلى القانون !!! ) و الذى تقاعس عن مواجهته الأمنجى ثم تواطأ ثم إشترك فيه لدرجة الإجرام الكامل غير المسبوق فى التاريخ ضد "أبو ذقن" ) أما الآن فإن الأمر لم يقف عند حد وصول ذلك كله عبر الدش إلى عقر غرفة نوم الأبناء و إنما يمكنهم الأن تنزيل تلك الكوارث مباشرة من الإنترنت وهم يظنون أن أحدا لا يراقب ذلك !!! بل يتم ذلك ليس فقط بكل طرق التزيين و الإستدراج و الإلحاح بهدف التعويد بل و أيضا التحايل بل الحصار بل و الفرض و الإكراه فى كثير من الأحيان !!! . و يمكن طبعا بسهولة ملاحظة إختلاف نوعية المستهدفين بهذا الفساد فهذه المرة التركيز على الأطفال !!! منذ سن مبكرة !!! و بطريقة الفرض !!! بل و من المدرسة ذاتها !!! . فهذه المرة سيتلقى إبنك و بنتك فى سن مبكرة ( جدا ) نفس المحتوى المنحط تماما فى صورة أحد ألعاب الكمبيوتر ( و حاول أن تمنعه !!! هو وحده دونا عن كل الباقين !!! ) أو سترضعه له سوزان مبارك بيسرى الجمل و من بعده -حتى الآن- على أنه "الحضارات" و "الثقافات" و "العلم الحديث" من بلاد الفرنجة !!! أى ما يجب أن يسعى جاهدا إليه و يحاول بإستماتة أن يحصل لنفسه على نصيب منه حتى لا يكون "متخلفا" و "متأخرا" و "جاهلا" ... إلخ يسخر منه أقرانه و يفوته قطار "الحضارة" و "الثقافة" و "العلم" ... إلخ !!! و طبعا يكون ما سيصل إليه كل منهم على حده !!! وهو يواجه الغرب وحده !!! و فى هذه السن المبكرة جدا !!! بإمكانياته الفردية فقط !!! و بهذه الطرق !!! سيكون هو المثل الأعلى الذى يقتدى و يحتذى به و يتطبع به و يتقولب عليه ... إلخ ثم حاول أنت معه بأى طريقة نصح أو إرشاد عكس كل ذلك !!! .
لا أظن أن الأمر قد وصل إلى ذلك حتى فى "حروب الأفيون" السابقة ( مضرب المثل !!! ) فلا أظنهم وصلوا إلى الأطفال !!! فى المدارس !!! إجباريا !!! مع توفر الجرعات الفورية فى البيوت بمجرد ضغطة زر فى كل وقت !!! أما فى هذا البلد المنكوب فقد تعدوا و تمادوا بإستخدام الشقلطوز الحاكم إلى ما لا يصدقه عقل من أجل كل "فيديو" ...... أفيون هذا الزمان.
ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد .
ملحوظة : يقال أن بن جوريون قد قال يوما ما فى بدايات دولة إسرائيل : "ليس هناك خطر على دولة إسرائيل طالما ظل عدد من يصلون الفجر أقل من عدد من يصلون الجمعة" . و أنا لست فقط أتفق مع هذا الكلام تماما و أصدق أنه قد قاله بل إننى مقتنع تماما و موقن بأن هذا هو تفكير هؤلاء و من ورائهم الصليب من أول يوم . أما الآن ( و إحتفالات 2017 على الأبواب ) فقد أصبحوا يتحدثون ( ليس فقط عنا نحن بل عن الآجيال التالية !!! ) بالطريقة التى يوضحها الخبر التالى !!! .

http://www.ahram.org.eg/World/News/158717.aspx

كم إنهزمنا يا مسلمين ؟.

كااااانت محجبة

كنت محجبة أحب الإسلام لكن عرفت المسيح
و الله هذا أحد العناوين و متكرر بكثرة فى المواقع الكثيرة للكفرة المشركين الشنوديين .
تخيل !!!
يمكن أن تتأكد بنفسك بالبحث عن هذه العبارة "المعجزة" بإستخدام "جوجل" مثلا لترى كم المواقع.
و يمكن أن تصدقنى و لا تقرف نفسك فى هذه المواقع و تتعجب من نوعية هذه المخلوقات التى تكتب عبارة كهذه على لسان أنثى و ينشروها أيضا كمجرد محاولة أخرى يائسة بائسة إضافية لما يتخيلون أنه إنتصار على الإسلام !!! .
كيف جرؤتم على أن تقولوا ذلك عن المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام ؟!!! .
قطعت ألسنتكم أيها الشنوديون .
ربما كانت ( كانت ) مسلمة و ربما كانت ( كانت ) تحب الإسلام و ربما بالكاد تكون الآن قد عرفت "الكنيسة" مثلا .
ربما.

من الصفر؟

كل منا بدأ حياته طفلا لا يفقه أى شيئ و لا يقدر و لا حتى على مجرد تحريك جسمه من مكان لمكان !!! تقوم أمه بتلبية إحتياجاته كلها و هو حتى لا يكاد يعرفها بعد ... إلخ ثم يكبر شيئا فشيئا ليبدأ فى النطق و فى المشى و يبدأ فى التعلم تدريجيا ( بالتقليد أكثر من أى شيئ آخر ) ... إلخ ثم بعد سنوات يبدأ فى الذهاب للمدرسة ليبدأ شوط التعليم لسنوات طويلة من عمره كمعظم الباقين من جنسنا البشرى . فكم “رجل.سنة” تدفعها البشرية لمجرد التعلم المتكرر ( كلنا نتعلم نفس الأشياء تقريبا !!! ) لمجرد أن يمكننا الحياة ثم بعد ذلك يمكن للبعض أن يبدأ من بعد هذه النقطة ليدرس المزيد و يبنى من بعد آخر نقطة وصلت إليها البشرية ؟!!!.
لماذا هذا ؟!!! .
لماذا لا بد أن نبدأ كلنا من الصفر ؟!!! لندفع كلنا واحدا واحدا نسبة ( حوالى الثلث تقريبا !!! ) من أعمارنا فى التعلم ( أو نفقدها خسارة و هدرا فى وهم التعلم فى بلد منكوب كهذه ) إلى جانب نسبة أخرى إجبارية كبيرة أصلا ( حوالى ثلث آخر من أعمارنا !!! ) فى النوم ؟!!! .
لماذا لا بد أن نفقد كلنا كل ما تعلمناه فى الدنيا عندما نموت و لا يمكن مثلا نقل العلم للأجيال التالية لتولد به مثلا ( كما هو الحال مع المال مثلا ) و نوفر لها نسبة لا بأس بها من أعمارها ؟!!! . و تبدأ التعلم من نقطة متقدمة تزداد تقدما من جيل للذى يليه ؟!!! .
لا بد أن للإله حكمة فى ذلك . فما هى ؟.
لو نظرنا للآية 78 من سورة النحل لوجدنا أن الله يوضح لنا أنه هو الذى خلق هذا الوضع ( البداية من الصفر إجباريا ) و أنه بالإضافة لذلك قد جعل لنا السمع و الأبصار و الأفئدة . و أظن أننا يمكننا بسهولة أن نرى أنه بما أن الله قد وضح لنا هدفه بجلاء و هو ( فقط ) "لعلكم تشكرون" فإنه من الأفضل لنا أن نشكره على نعمة السمع و الأبصار و الأفئدة بداية من نقطة الصفر عن أن نفعل ذلك بداية من نقطة تزداد تقدما جيلا بعد جيل لنصل بسرعة إلى نقطة التشبع و عدم القدرة على تعلم المزيد و بالتالى التضحية الإضطرارية ببعض الموجود من أجل إمكانية التعلم . هذا على المستوى الفردى أما على المستوى الجماعى فيمكن أن نرى أن التعلم الإضطرارى من نقطة الصفر يجعل للعلم ثمنا أغلى و يبطئ من معدل الزيادة فى كم العلم لدى المجموع و يقلل بقدر كبير من التفاوتات فى الكم و النوع الموجود فى العقول و هو ما قد يكون فيه رحمة من الإله فيمكن بسهولة شديدة تخيل الفرق بين أن يبدأ الجميع من نقطة مشتركة هى نقطة الأصل عن أن يبدأ كل منا من نقطة مختلفة و فى إتجاهات مختلفة على المحاور . و أعطى مثالا بكلمة "تفرقوا" فى الآية 14 من سورة الشورى و كلمة "إختلفوا" فى الآية 17 من سورة الجاثية .
إننى كمسلم أعلم أننى فى هذه الدنيا ليختبرنى الإله و أختار أنا بنفسى أحد النهايتين الحتميتين فى الآخرة إما الجنة و إما النار و أرى ذلك بوضوح تام فهو الدين و أخص بالذكر بعض آيات القرءان من قبيل الآية 2 من سورة الملك و الآية 31 من سورة محمد و الآيتين 2-3 من سورة العنكبوت و المفهوم موجود بشكل مباشر فى آيات أخرى كثيرة أيضا . و لذلك فإن هدفى الأول فى هذه الحياة هو أن أنجح فى هذا الإختبار الإلهى الذى وجدت نفسى فيه فهو حتى لم يسألنى رأيى قبل أن يضعنى فيه !!! و ليس أمامى من بديل غير ذلك !!! . و بالتالى فإننى ( مبدئيا ) و مقابل تحقيق هذا الهدف الأساسى يمكننى أن أتنازل قليلا فى أمور كثيرة فى الدنيا و ليس فقط فى مضمار تعلم ما سوف أخسره بالكامل بعد سنوات قليلة . و ربما تسنح لى الفرصة "لأتعلم" بعد ذلك ما هو أفضل كثيرا و بطريقة أفضل كثيرا و فى ظروف أفضل كثيرا ... إلخ لكنى لست متأكدا من أن "التعلم" سيكون ضمن إهتماماتى عندئذ .
أما و الحال كذلك فى هذه الدنيا فإننى مقتنع أن الإله فى جميع الأحوال سيجد الطريقة التى يختبرنى بها بغض النظر عن المستوى العلمى الذى بدأت منه و الذى إنتهيت عنده . و أظن أنه لما كان الإسلام يحث بشدة على "التعلم و التعليم" ( مترافقين معا و ليس واحدا منهما فقط ) فإننى أظن أن الأهم هو المبادئ و الدوافع و الأسباب و المبررات ثم نقاط البداية و المنطلقات ثم الأهداف و الإتجاهات ثم السبل و الوسائل و الطرق ... إلخ و ليس بنفس القدر كمية التعلم أو مستواه ... إلخ .
و لو نظرنا إلى الحال فى هذا البلد المنكوب لوجدناها العبرة و الأمثولة فى هذا المضمار أيضا !!! . يضيع الواحد من الأغلبية فيها أكثر من ثلث عمره ( فى فترة الشباب بالذات و مرحلة ذروة العطاء !!! ) ينفق أهله عليه و يحرق هو عقله و يبذل ما فوق طاقته فى التحصيل ... إلخ مقفول عليه كتاب يكاد يكون لم ير من الدنيا أى شيئ فى تلك السنوات كلها !!! و لا يفقه شيئا سوى القرف الذى تم فرضه عليه و حشره فى رأسه !!! ... إلخ . ثم ينهى تلك المرحلة ( إن كان ممن لن يتمادوا !!! ) ليكتشف أنه ( كغيره ) قد أضاع عمره و مجهوداته و مال أهله و حرق عقله ... إلخ فى "العلم الذى لا ينفع" إن كان قد تعلم شيئا من الأساس لأن حتى هذا يبدو سرابا بعيد المنال فى هذه البلد .
ياليت الكتاب الذى يقفلونه عليه كان به شيئا مفيدا لأى أحد !!! .
هل أنا بأى حاجة لأن أتحدى ؟!!! .
ثم بعد سنوات إنحطت فيها المقررات أكثر و أكثر بدرجة لا يتخيلها عقل !!! و إبتعدت أكثر و أكثر عن الواقع و عن أى فائدة ممكنة أو حتى محتملة !!! نرى الواحد لا يزال يقول لإبنه ( ثلث عمره هو أيضا ) : ذاكر كويس عشان تطلع الأول زى أبوك !!! .
من الذى فعل بنا ذلك ؟!!! .
من الذى دهسنا كلنا تحت هذا الطاغوت التعليمى ( أعمى البصر و البصيرة ) الفريد من نوعه فى كل الجغرافيا و فى كل التاريخ ؟!!! . لقد قالوا لنا فى المقررات الدراسية و نحن صغار أن "الإحتلال" الإنجليزى جعل التعليم فى مصر بالمصروفات ( و علمت بعد ذلك من مصادر أخرى أنه كانت هناك مجانية للمتفوقين !!! و عندما أعاد "الإختلال" الذى تلا الإحتلال المصروفات إلى التعليم بعد سنوات ليست بكثيرة جعل التعليم -المتميز- لذوى القدرات الضعيفة فقط !!! ) و أيضا قيل لنا أن "الإحتلال" جعل التعليم بهدف ( لم يعجب "الإختلال" !!! ) هو تخريج موظفى الحكومة فى ذلك الوقت ( و علمت بعد ذلك -بأغلى طريقة- أنه يمكن أن يوجد طاغوت تعليمى فاقد الهدف تماما يتم به حرق أغلى ثلث من أعمار و إمكانيات بلد بأكملها ليس فقط بلا هدف إطلاقا بل و أيضا بلا أى مردود من أى نوع كان !!! ) .
لقد قيل لنا كثيرا و سمعنا و قرأنا كلنا طوال سنوات حكم الشقلطوز السابقة منذ 1952 أن هناك من جعل التعليم فى مصر "إلزاميا" و "إجباريا" ( و علمت بعد ذلك أنه بذلك قد ألغى "الكتاب" -بضم الكاف و تشديد التاء- أى الوسيلة التى كان يتم بها توارث الدين من جيل لجيل فى السن المناسبة و بالتفرغ التام مع إنتقاء أفضل العناصر فينا لهذه المهمة الجليلة لنحصل على أعلى مردود ... إلخ ) و ظلوا يمنون علينا أيضا مرارا و تكرارا بأن هناك من جعل التعليم "مجانيا" !!! ( و قد كان يمكن أن أفهم ذلك لو كان من قال ذلك قد أصبح هو الذى يدفع تكلفة التعليم من جيبه الخاص مثلا !!! أما أن ندفع نحن كامل تكلفة الوزارتين بكل الفشل و الهدر الذى تعودناه من الشقلطوز الحاكم فى كل شيئ و ندفع أيضا فوق كل ذلك مقابل أغلى و أغبى طريقة تعليم عرفتها البشرية على وجه الأرض و هى تلميذ واحد لكل مدرس فيما يسمونه "الدروس الخصوصية" فإن حاصل جمع كل ذلك و معه كلمة "مجانى" يصعب على حتى المصرى أن يفهمه ) .
أى فرق كان سيحدث لو ظلت الكتاتيب إلى جانب المدارس ؟!!! بل لو أوجدنا ما هو أفضل و أرقى من الكتاتيب كما يتطور كل شيئ ؟!!! أى فرق كان سيحدث لو بدأت الدراسة المتعارف عليها حاليا من بعد المرحلة السادسة الإبتدائية مثلا ؟!!! بعد أن يكون الإبن قد تعلم دينه أولا ؟!!! كم يبلغ مجموع حصص الدين و الرسم و الألعاب و اللغة الأجنبية الثانية فقط مثلا ... إلخ ؟!!! ماذا حتى لو حتى إضطررنا لحذف بعض القرف الذى يتم فرضه عليهم حاليا مقابل ذلك ؟!!! سيكونوا قد كسبوا مكسبا مزدوجا .
كم عدد خريجى الأزهر حاليا ؟ و كيف ليسوا هم الذين يعلمون أبناءنا الدين ؟!!! .
يمكن أيضا أن نلاحظ أن التعليم بهذه الطريقة يحل مشكلة كبيرة جدا فى عملية إختيار القيادات و الحكام مستقبلا حتى بفرض أننا سننجح فعلا فى أن نضع رؤوسنا لأعلى بعد التخلص من لا-نظام حكم الشقلطوز المفروض علينا كل هذه السنين .
فرق آخر لاحظته بين العلم و المال هو أنه عندما يعطى أحد مالا لأحد فإن كم المال يظل ثابتا و كل ما فى الأمر هو أنه ينقص عند الأول ليزيد بنفس القدر عند الثانى أما بالنسبة للعلم فإن حصيلته عند أى أحد لا تنقص عندما يعلم منه آخر ( لا ينساه مثلا عندما يعلمه لأحد !!! ) بل إن حصيلة العلم فى هذه الحالة تكون قد تضاعفت . و بالتالى فإننى أرجح أن كتم العلم ينتج عن أسباب أخرى كأن يكون قد تم وضعه فى خانات الميزانيات و تحويله إلى مال !!! أو يتم إستخدامه فى السيطرة أو التسلط أو التعالى أو التفاخر ... إلخ !!! .
و مرة أخرى من المرات التى أصبحت عديدة حتى فى هذه المدونة وحدها أرصد نفس النمط العجيب المتكرر فى الحياة الغربية و هو تتبع نقاط الضعف البشرية ثم التعامل معها بطريقة أراها مؤلمة جدا و لقد سبق و أشرت إلى ذلك فيما يخص الشراهة فى جمع المال و الرغبة فى إكتنازه ... إلخ فيما يسمى الرأسمالية و أيضا الشراهة فى العلاقات الجنسية خاصة المنفلتة منها و يسمون ذلك "الحرية" و أيضا التقاتل و التصارع على السلطة فيما يسمى الديمقراطية ... إلخ و فى جميع هذه الحالات و بدلا من تهذيب هذه النوازع و تحجيمها و وضعها تحت السيطرة بالدين يتم التركيز عليها و تضخيمها و جعلها القوة المحركة الدافعة القائدة المسيطرة ( الوحيدة !!! ) و فى نفس الوقت يتم كبحها من الجهة الأخرى بإستخدام القوانين لأضيف هنا إشارة إلى ما أظنه نفس النمط يتكرر مرة أخرى إضافية فيما يخص أحد النوازع الفطرية الغريزية و هى التركيز على الشراهة فى الحصول على العلم و إكتنازه ( و هى أراها نوازع قوية لا تقل بحال عما سبق ) حيث يفرز النظام التعليمى المتفوقين ( أى الأعلى فى القدرات فى هذا المضمار ) ليقوموا بالبحث العلمى ( أى الحصول على المزيد ) و لكن فى هذه المرة لا أرى الكبح بالقوانين من الجهة الأخرى ربما لأنه على عكس الرأسمالية و الحرية و الديمقراطية ... إلخ فإننى لا أعرف الطرف الآخر فى العلاقة التى تؤدى إلى الحصول على العلم . ربما كان الإله مباشرة فهو الوحيد الذى يعطى دون أن يأخذ و يعطى الجميع ( حتى الكافر الذى يقول له "أنت غير موجود" !!! و من يقول له "أنت ثلاثة" !!! ) . و أيضا فإننى لا أعرف كيفية التنسيق بين من يقومون بالبحث العلمى على المستوى الكبير .
و إصطدمت بالآية 3 من سورة فاطر و هى واحدة من الآيات التى يأمر الله فيها خلقة بأن يذكروا نعمته عليهم و بعض هذه الآيات يخص بنى إسرائيل و هناك ثلاثة للذين آمنوا ( هل ذكرنا ؟!!! . هل حتى تذكرنا ؟!!! ) أما هذه الآية فبدأها الله بعبارة "يأيها الناس" أى أنها للمجموع و نكتشف منها أن النعمة التى يأمرنا الله أن نذكرها هى أنه لا يوجد
"خالق" غير الله "يرزقنا" من السماء و الأرض . و الأمر مفهوم طبعا و لا يحتاج لشرح كيف أن هذه نعمة أن يكون هو وحده الذى خلق و هو وحده الذى يرزق و بالتالى فهو الوحيد الذى يعطى بدلا من أن يأخذ و يعطى الجميع . أما باقى الآية فيبدو ظاهريا كتحصيل حاصل لكنه بليغ جدا فى هذا الموضع و هو "أنى تؤفكون" ؟!!! . فكيف يمكن حتى أن نتخيل من يمكنه أن يكذب علينا أو يخدعنا بهذا الشأن أو يصرفنا عن عبادة الإله الذى لا شريك له ( حتى و إن لم نره فيكفى أن نعبده بهذه المواصفات وحدها ناهيك طبعا عن كل باقى الكثير الذى أخبرنا به عن نفسه ) .
و طبعا يطفو سؤال إعتراضى و هو : إذا كانت هذه هى الطريقة التى يصلك بها العلم الدنيوى فما هى الطريقة التى تريد أن يصل إليك بها الدين أو تصل أنت بها إليه ؟ . خاصة و أنه يتم بالتلقى و الممارسة و التدريب ضمن مجموع ( دائما مؤمنين و كافرين أيضا ) ؟ . و خاصة و أن التلقى فى ذلك الوقت كان مشافهة لأن الأغلبية كانت لا تقرأ و لا تكتب و لأن الكتابة على الأحجار و الجلد و السعف ... إلخ كانت ( طبعا ) عسيرة و غير عملية . لأكتشف أن أمة الإسلام ( رغم كل شيئ ) قد نجحت ( و الحمد اله و الشكر له كثيرا ) فى توصيل القرءان بإمتياز مكتوبا مقروءا مسموعا منطوقا بل يتلى محفوظا بنسبة عالية من المسلمين عرضا و حتى الأربعة عشر قرنا طولا و بنفس اللغة التى لا نزال نتحدثها ( رغم كل شيئ ) . و أيضا نجحت أمه الإسلام فى توصيل قدر كبير من السنة بطريقة أقل دقة لكنها لا تزال فى مرتبة أعلى بكثير جدا جدا مما فعله الآخرون ربما لآننا كنا أسعد حظا و ضرب لنا الله الكثير من الأمثال لما حدث مع السابقين فى كتابنا و على لسان رسولنا عليه الصلاة و السلام . لأسطر هنا بكل الألم النصف الآخر من الحقيقة و هو أن ديننا فى هذه البلد الملعونة قد أصبح نظريا فقط !!! و مجرد كلمات نقرأها فى كتاب أو يقال البعض منها على منبر أو فى برنامج تليفزيونى !!! فى حين يتناقض معظم الواقع مع الدين فى معظم جوانبه !!! و أصبح من الصعب جدا الإلتزام بالأوامر و من شبه المستحيل إجتناب النواهى !!! . و أكتفى بهذه الجملة المقتضبة التى ربما تكفى لشرح حال الملايين من المسلمين العزل لدرجة تحت الصفرالذين تضطرهم الظروف للحياة فى مثل هذه البلد و فوقهم المؤخرات المعتادة التى تستميت فى
defend their way of life
هم أيضا !!! دون أى قدرة للمسلمين و لا حتى أن يفعلوا هم أيضا ذلك بالمقابل !!! .
و تذكرت طبعا الصومال و العراق و بالذات أفغانستان التى ظلت تحت الحكم الشيوعى طوال فترة الإتحاد السوفيتى ثم حتى بعد سقوطه ظل يحتلها هى و العديد من البلاد الإسلامية فى تلك المنطقة و يرتكب الجرائم هناك ( و حتى الآن فى الشيشان و داغستان ... إلخ ) لتساند الولايات المتحدة المقاتلين ضده لسنوات طويلة ثم بعد إنسحابه من أفغانستان يقتتل الثوار و يحارب بعضهم بعضا لفترة غير قصيرة و ( فورا ) بمجرد توقفهم عن ذلك يبدأ الغزو الصليبى المباشر قبل أن يظهر نظام الحكم الإسلامى الوشيك هناك . و ستنسحب تلك القوات الصليبية يوما ما مخلفة وراءها شقلطوزا آخرا إضافيا من المؤخرات الحاكمة الموضوعة فوق المسلمين هنا و هناك ليخرب لهم حياتهم و يحاربهم فى دينهم ... إلخ .

ليس و أنا فيها

لا زالت الجرائد تصب علينا المزيد و المزيد من خلاصة منقوع القرف المصفى كل يوم كل يوم رغم أننا يفترض أن نكون قد نجحنا فى "الثورة" و غيرنا أمورا كثيرة أظن أن كان يجب أن يكون من بين أهمها ( و أولها ) وسائل الإعلام بلا إستثناء واحد .
و كان من ضمن القرف منذ مدة ليست ببعيدة ( وقت ظهور ذلك الشيئ الذى أسموه "محلس كنائس الشرق الأوسط" !!! ) أن أطلقوا على "البابا" الخاص بواحدة من كنائس ذلك "المحلس" لقب "بابا العرب" !!! ( حتى فى "الأهرام" الجريدة الحكومية شبه الرسمية الأوسع إنتشارا ) و لما كان الأمر فى هذه الحالة يخص "العرب" و لما كنت أعلم أن متاعيس الكنيسة فى مصر بالذات يعتبرون أنفسهم ليسوا عربا ( على الإطلاق ) و لما كنت قد علمت مؤخرا من وسائل الإعلام و من الإنترنت أن مسلمى مصر قد أصبح إسمهم "الإحتلال الإسلامى الإستيطانى لمصر" و لما كنت أحد هؤلاء الذين طالما وصفنا هؤلاء المتاعيس بأننا من "العرب" و لما كنت أعلم تمام العلم أن العرب لم يطلبوا "بابا" لأنفسهم !!! ناهيك عن أن يطلبوا هذا بالذات !!! و من هؤلاء المتاعيس بالذات !!! . و لما كنت أعلم تمام العلم أيضا أن هؤلاء المتاعيس طبعا لم يسألوا العرب فى العالم عن رأيهم فى أن يكون لهم بابا !!! بل و بابا من مصر بالذات !!! ... إلخ و إنما ( كالعادة و كباقى كل تخاريفهم و أكاذيبهم بل و بذاءاتهم المتعمدة ... إلخ ) إخترعوا هذه الكذبة من جانبهم هى أيضا !!! و فرضوها من جانبهم على الطرف الآخر هى أيضا !!! و قالوها كثيرا هى أيضا ثم صدقوها هى أيضا ... إلخ !!!. ( إذا كانوا قد فعلوا ذلك بشأن الكتاب و بشأن الرسول بل حتى مع الإله !!! ألن يفرضوا هم العلاقة من جانبهم على "العرب" أيضا ؟!!!. )
و أيضا لأسباب أخرى لا مجال لها هنا أعطى لنفسى الحق فى رفض ذلك تماما و المطالبة بمحاسبة هؤلاء الأفاكين ببذاءة أصبحت نمطا يتصاعد بمعدل متزايد بل و أن يتم فعل ذلك فورا قبل أن يصبح المزيد و المزيد من الأكاذيب من نوعية "بابا العرب" من الدين هى أيضا !!! ( بل "هى الدين" هى أيضا !!! ) و يصبح من يقول لهم "آسف أنا مسلم" هو الذى "يضطهدهم" بل "يضطهدهم فى دينهم" !!! يلقى جزاءه على أيدى الكونجرس الأمريكى و باقى السطر الصليبى .
هذا طبعا بالإضافة إلى مبررات أخرى دينية بحتة من كلا الطرفين منها ما هو من جانب الإسلام يقفل الطريق تماما أمام الكفر و الشرك و منها ما يقفل نفس الطريق تماما أيضا من الجهة الأخرى أيضا و هو ما أصبح يصيبنا رذاذه كثيرا هذه الأيام !!! . و فيما يلى رابط إلى خبر من هذه النوعية كمجرد مثال واحد من كثير كثير و دون تعمد الإختيار بأى طريقة و إنما فقط أشير من على بعد كاف إلى مثال واحد أمكننى العثور على تاريخه من جريدة المصرى اليوم بتاريخ 21\9\2007 الصفحة الأولى .

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=76853

و كأنه لا يكفينا ما نحن فيه !!! و ما تطفحه وسائل الإعلام علينا كل يوم !!! ليتمادوا أكثر !!! فكان من ضمن القرف هذه الأيام أن نقرأ عبارة "بابا الإسكندرية" موصوف بها المواطن المصرى المدعو "شنودة" !!! و فيما يلى رابط إلى أحد تلك الأخبار بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 24\5\2011 الصفحة الثالثة كمجرد عينة و مثال ليس إلا و من على بعد كاف أيضا .

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=297911

و لا أعرف إن كانت النقلة من "بابا العرب" ( سلالة و جنس و لغة و دين ... إلخ ) إلى "بابا الإسكندرية" ( "مدينة" أى جغرافيا و ربما تاريخ ؟!!! ) هى محاولة للتواضع أم غير ذلك لكنى قرأت يوما ما أن هذه الكنيسة ترتدى السواد لمدة أربعة عشر قرنا ( حتى الآن ) حدادا على دخول الإسلام إلى مصر ( دين الأغلبية الساحقة من المصريين لمدة أربعة عشر قرنا حتى الآن رغم الحروب الصليبية السابقة من أوروبا مجتمعة و المذابح و المجازر حوالى أربعة قرون !!! و رغم الإحتلال الصليبى المباشر لقرون أخرى !!! و رغم الحكام فى باقى الأربعة عشر قرنا !!! ) . و بالتالى لا يمكن النظر إلى عبارة "بابا الإسكندرية" إلا ربما فى إطار "الإنتصارات" ( التاريخية حقا ) التى حققتها عصابات الكنيسة المنظمة ضد المسلمين المدنيين العزل فى الأسكندرية منذ سنوات قليلة جدا عندما تأجرموا على مناطق و أحياء بأكملها رفعوا فيها الصلبان فى وجوه المسلمين و حبسوهم فى بيوتهم لأيام بلياليها و حطموا على الأقل مسجدا واحدا و أصابوا العشرات من المسلمين و قتلوا ( عن عمد و مع سبق الإصرار ) على الأقل مسلما واحدا حاول الدفاع عن مسلمة كانوا يهاجمونها فى الشارع ... إلخ بينما جحافل الأمن الإجرامية للشقلطوز الحاكم تحاصر لهم هذه الأحياء بإحكام تام و تعزلها تماما و تتأجرم بكل جبروتها على المسلمين لمنعهم من أى محاولة حتى لمجرد الدفاع عن النفس ( ناهيك عن أى شيئ آخر ) !!! . ربما يكون كل ما فى الأمر هو أن شنودة و عصاباته المنظمة قد إعتبروا أنهم قد إستعادوا بذلك "إسكندريتهم" من أيدى "الإحتلال الإسلامى الإستيطانى لمصر" ........ لأن "الإسلام إنتشر بالسيف" و لأن "الشنوديين مضطهدون" لا يضعهم المسلمون فوقهم بالقدر الكافى ... إلخ إلخ !!! .
و أترك للقارئ أن يتخيل هو الحال إن لم يكن شنودة و عصاباته المنظمة لا يزالون مجرد أقلية قليلة فى مصر بالنسبة للأغلبية الساحقة من المسلمين فيها ( و لا يزال الأمر كذلك رغم أكبر مشروعات "تحديد نسل" فى العالم ضد المسلمين المصريين بتمويل صليبى سخى لسنوات طالت جدا متزامنة مع أكبر معدل تكاثر على وجه الأرض لمتاعيس الكنيسة فى مصر ) . تخيل معى الوضع لو إختلت التركيبة السكانية فى مصر مثلا ؟ لكان شنودة قد أصبح منذ زمن بعيد "بابا العرب و العجم و الكواكب السيارة" على أقل تقدير .
و تخيل الوضع بعد أن يأتى الدور على هؤلاء المتاعيس ليحصلوا على دولتهم الإنفصالية ( هم أيضا ) بعد أن يسلحهم الغرب الصليبى بالقدر الكافى لأداء المهام الموكلة إليهم ( هم أيضا ) ( تذكر معى ما فعله أمثالهم فى لبنان -فور أن حصلوا على السلاح- فى المسلمين المدنيين العزل بعد أن عاشوا كل هذه القرون فى حضن الإسلام و لا عجب . تذكر الطريقة التى أنشأوا ثم أداروا بها دولتهم الصليبية المفرغة من المسلمين بالمذابح و المجازر ضد المدنيين العزل و تذكر الدور الذى أوكل إليهم إلى جانب "أبناء عمومتهم الإسرائيليين" و قاموا به بإتقان و على أكمل وجه ) و رأينا معا كيف تم إنشاء الدولة الصليبية الأحدث ( المفرغة من المسلمين هى أيضا كالعادة ) فى جنوب السودان رغم أن الأغلبية الساحقة هناك كانت و لا تزال ( رغم كل شيئ !!! ) من اللا-دينيين ( و ليس ممن يقال لهم أنهم إسمهم "مسيحيين" فيقولوا "آمين" ) و رغم أن مشاكلهم إقتصادية أساسا و كلها مع نظام الحكم السودانى و لا علاقة لها بالدين بأى حال ( خاصة الإسلام !!! ) بل إن المسلمين فى السودان يعانون ( فيما يخص الدين ) أكثر بكثير من هؤلاء ( طبعا ) !!! و سنرى جميعا ما سيحدث عندما يرتفع سقف تمويل و تسليح و تدريب هؤلاء أيضا مع تنفيذ قدر أكبر من الخطط بعد أن أصبحوا "متدينين" هم أيضا .
آسف يا شنودة. ليس و أنا لا أزال فيها.
فأنا مسلم ( و الحمد لله و الشكر الجزيل له على هذه النعمة الكبيرة جدا ) و ليس لى أى "بابا" من هذه الأنواع و لا حتى أعرف معنى الكلمة بالنسبة لمن وجدوا أنفسهم فى شخة القسيس أطفالا يصرخون ليقال لهم هذا هو البابا لكم فيظلوا يقولون "آمين" باقى أعمارهم على ما لا يفقهوا فيه شيئا .
فليكن هناك "بابا" لمن يريدون "بابا" لأنفسهم . و ليكن ذلك "البابا" من يكون فليس هذا شأنى على الإطلاق . و لكن ليس "بابا الإسكندرية" بأى حال من الأحوال و لا بأى طريقة من الطرق و لا بأى شكل من الأشكال ... إلخ .

ليس و أنا فيها .

لا

لقد تعودنا كثيرا فى هذه البلد المنكوبة بالكثير على سماع القصص المتكررة عن البطش بمن قالوا "لا" أو حتى ناقشوا الأوامر النازلة عليهم بل و قرأنا الروايات و سمعنا و شاهدنا الكثير من التمثيليات و الأفلام بشأن ذلك و أنا لا أحاول بأى حال سرد أى مزيد من ذلك و إنما أنا أناقش ال"لا" نفسها و المبدأ فى حد ذاته .
الفرد العسكرى تعود على العناد و التصميم و المكابرة ... إلخ لأخر مدى و يعتبر ذلك من مميزاته و نقاط تفوقه على المدنيين ... إلخ و يعتز و يتفاخر بذلك بل ربما حتى يحاول التركيز عليها و هى قد تكون بالفعل مفيدة فى بعض الحالات الإستثنائية و فقط داخل الإطار العسكرى البحت و ليس أبدا داخل الحياة المدنية ( كمدير إدارة فى شركة مثلا ) . و بنفس القدر الذى تعود على العناد و التصميم و المكابرة ... إلخ مع العدو فقد تطبع بالعكس تماما مع الأوامر النازلة عليه من أعلى .
و الفرد العسكرى لم يتعود على حساب الخسائر بأى حال ( أو حتى نتجاوز و نسميها "ثمن الإنتصار" ) فهو مثلا لا يحسب تكلفة الدبابات قبل أن يخوض بها معركة مثلا بل ربما حتى لا يحسب الخسائر فى الأرواح و يضحى بهم فى سبيل تحقيق هدف عسكرى قد يكون مجرد دشمة عسكرية مثلا لا تساوى أى شيئ فى حد ذاتها لكنها لها ميزة إستراتيجية مثلا فى وقته و حينه و هو طبعا ما قد يكون فى منتهى الخطورة فى الحياة المدنية .
و الفرد العسكرى تعود على محاولة تحقيق الأهداف المحددة له بأى طريقة و سيظل لأخر لحظة يحاول "القفز فوق الحواجز" و "تكبد الصعاب" و "إختراق العوائق" و "البحث عن مؤخرة الطرف الآخر" ... إلخ مهما كلفه ذلك غالبا دون حتى أن يراجع قيمة الهدف المحدد له أصلا .
و الفرد العسكرى ليس له أى قيمة بدون وجود "العدو" و سيظل يبحث عنه دائما فى أى وضع و أظنه ينجح دائما فى أن يعثر على من يعامله على أنه العدو . و غنى عن الإشارة طبعا حجم الخطر فى وجود عدو ( وهمى أو تحول إلى حقيقى ) بين من يحاولون العمل الجماعى فى إطار الحياة المدنية .
و الفرد العسكرى هو مقاتل تعود على القتال و لا أظن أننى بحاجة لشرح خطورة وجود "قتال" ( أى طرفين يحاول أحدهما على الأقل فرض وضع "قاتل أو مقتول" على الآخر ) بين المدنيين خاصة من يحاولون العمل الجماعى ضمن إطار يحتاج إلى علاقات من نوع مختلف تماما .
و الفرد العسكرى يعيش حياته كلها فى إنتظار لحظة المعركة و الحرب و هى اللحظة الوحيدة التى ينتظرها بفارغ الصبر ليحقق ذاته سواءا تم فرضها عليه أو يسعى هو لها و يبدأها و كل ما يسبق ذلك هو بالنسبة له مجرد تدريبات و إستعدادات لابد منها . و الحال ( طبعا ) معكوس تماما فى الحياة المدنية حيث الحالة المعتادة السائدة طول الوقت هى التى يريدها الجميع بينما لحظة التصادم هى لحظة الكارثة و الخسارة التى يحاول الجميع تجنبها و الفرار منها و غالبا لا يوجد من يعتبر نفسه منتصرا فيها بأى حال إلا من ينظر للأمور من زاوية ضيقة أو بشكل شخصى أو على المدى القصير ... إلخ . و لنا طبعا أن نتخيل عواقب وضع النقيض فى النقيض .
و الفرد العسكرى تعود على السيطرة الكاملة فى تركيبة هرمية محكمة من أعلى لأسفل و سيكون فى وضع غاية فى الصعوبة داخل الهياكل من أنواع أخرى التحكم و السيطرة فيها بدرجة أقل و حتما سيراها تعانى من التسيب ( لأنه سيظل يقيسها على "النظام العسكرى" الذى يراه الأمثل ) و يمكن طبعا تخيل الحال فى مركز يتلقى فيه الأوامر من أكثر من إتجاه مثلا .
و الفرد العسكرى تعود على أن يطيع هو من فوقه طاعة عمياء و ينفذ أوامره دون مناقشة و إن لم يجد الأوامر النازلة إليه من أعلى فسوف يبحث عنها .
و الفرد العسكرى تعود على أن يصدر الأوامر فتنفذ بلا نقاش فى إطار الطاعة العمياء و لن يمكنه مثلا تقبل ردود من قبيل "لا يمكن الآن" أو "لا يمكن بهذه الطريقة" ... إلخ ناهيك طبعا عن "هذا خطأ و لن أفعله" و هو ما يجب أن يظل موجودا ( بل يجب أن نتأكد دائما من وجوده ) فى الحياة المدنية .
كانت هذه مجرد مقدمة قصيرة بشأن الطاغوت العسكرى الذى يلخص هو نفسه الحال بالعبارة الشهيرة "نفذ و بعدين إتظلم . الجيش بيقول لك إتصرف" و أظنه أحسن حالا من غيره من قبيل عميل المخابرات مثلا الذى أظنه يقال له "نفذ و مافيش إتظلم . المخابرات بتقول لك إتصرف" و كل هدفى من السطور السابقة هو فقط مجرد عرض الحالة العكسية القصوى لما أحاول الإشارة إليه و هو حاجتنا الماسة لكلمة "لا" و إفتقارنا المزرى لها . و من الواضح طبعا أننى قد تعمدت عدم إستخدام طاغوت الكنيسة كمثال رغم أنه بليغ سواءا من "لا يمكن التعليق على كلامهم" أو من وجدوا أنفسهم و قد ألقوهم فى شخة القسيس رضعا يبكون فظلوا أعمارهم كلها قابعين تحت الكنيسة تسوقهم مركوبين قطعانا و هم يرددون "آمين" على ما لا يفقهوا فيه شيئا .
لو إعتبرنا أن الرد القاطع على أى أمر يصدر من أعلى لأسفل هو أحد إحتمالين الأول هو "تمام يأفندم" و الآخر هو "لا" فقط و حتى دون أن نضم إليها كل باقى الإحتمالات من قبيل "نعم و لكن" أو "لا و لكن" ... إلخ فلو ألغينا كلمة "لا" من الردود المحتملة فقد ألغينا 50% من المنطق و العقل ( على الأقل ) فى المستوى الذى تلقى الأمر وحده !!! دون حتى تجميع نفس الإحتمال فى المستويات الأدنى فى الهرم لأسفل !!! . و طبعا أنا فى غنى تام عن شرح الآثار الكارثية لذلك وحده و شرح المصائب و النكائب التى كان يمكن تجنبها بمجرد حتى فقط كلمة "لا" واحدة فى طريق الأمر من أعلى لأسفل ( حبذا طبعا لو كانت فى أعلى نقطة ممكنة ) . هذا عندما ننظر للموضوع من جهة من يتلقون الأوامر من أعلى ( أى الهرم كله عدا أعلى نقطة ) أما لو نظرنا للموضوع من جهة من يصدرون الأوامر ( أى الهرم كله -مرة أخرى-عدا المستوى الأدنى ) فسنجد هناك إحتمالات طبيعية واقعية حتمية منطقية للصواب و الخطأ فى القرارات و أظن أنه يمكن أن نعثر على نسب الإحتمالات للقرارات الخطأ التى تصدر فى الهرم و نفكر معا فى فائدة كلمة "لا" و فى الوضع الكارثى بدونها و أنا أتخيل نفسى مكان المخلوق الطبيعى المتكرر فى الهرم الذى تصدر عنه ( و تصل إليه ) نسبة أخطاء طبيعية منطقية حتمية واقعية ( ناهيك عن الإستثنائية ) و لا يريدها أن تستفحل بلا حدود .
إن حتى مجرد العقل و المنطق المعتاد وحده يدفعنا ليس فقط لإدراك قيمة "لا" و التمسك بوجودها بل و يدفعنا أيضا إلى تفقدها و البحث عنها بل و التأكد من أنها تحدث بالنسبة المطلوبة فالزيادة فى النسبة تشير إلى خلل فى المنظومة و بنفس القدر تماما يشير النقص فى النسبة إلى وجود خلل فربما مثلا نكون قد عثرنا على المخلوق الذى لا يخطئ موضوعا فى غير موضعه أو يكون الهرم تحته من النوع الخطأ تماما أو تكون المصيبة مزدوجة .
و طبعا و كالعادة فإن بلدنا هى العبرة و الأمثولة فى هذا المضمار و لقد عشتها كذلك عمرى كله منذ ستينيات القرن الماضى و يبدو مما بلغنى أنها كانت كذلك من قبل و لا أعرف إن كان ذلك بسبب "الإحتلال" طويل الأمد و معه "الإختلال" العسكرى الذى خلفه فوقنا بعد فترة حضانة و تثبيت لأربع سنوات أم أن الكارثة أدهى و أمر و الأمر أعمق من ذلك و له جذور أسبق تاريخيا .
و دون تعمد الإنتقاء يكفى أن أعطى أمثلة بسيطة جدا للسرطانات من النوع المصرى الأصيل أعمى البصر و البصيرة التى تستشرى و تستفحل بلا أى حدود حتى بعد أن تقضى على العضو الأصلى لأشير عابرا إلى حل "أزمة المواصلات" بالمينى باص بدلا من الأتوبيس ثم الميكروباص بدلا من المينى باص ثم التاكسى المكيف بدلا من العادى ... إلخ و حل مشاكل القطاع العام بالقطاع الخاص و الخصخصة و إدعاءات الإستثمارات الأجنبية و هناك طبعا "تجارب" كل وزير دون أى دراسات منطقية و دون أى تحجيم و دون أى متابعة و دون أى قياس للتكلفة و لأى نتائج و دون أى تقييم للتكلفة مقابل النتائج و أى تغذية مرتجعة و دون أى محاولة تصحيح لأى أخطاء ... إلخ ناهيك طبعا عن التوقف و إعلان النجاح أو الفشل و أعطى مثالين من لا-نظام التعليم الأول هو ما يسمونها "المدارس التخريبية" و الثانى هو كارثة محاولة تعليم الكمبيوتر فى المدارس أولا من حيث مبدأ محاولة تعليم الكمبيوتر لكل هذه الملايين !!! (على الأقل التكلفة و العائد !!! ) و ثانيا من حيث مضمون المقررات !!! ( و أنا أعرف ما أقوله ) و ثالثا تساؤل متأخر جدا عن كميات و تكاليف أجهزة الحاسب الشخصى و كميات و تكاليف البرمجيات ( بداية من الويندوز و الأوفيس و الفيجوال بيزك ... إلخ ) و كميات و تكاليف وصلات الإنترنت ... إلخ التى تلزم كل هؤلاء الملايين ليحققوا أى نتائج إفترضها أحد فى هذا المجال و رابعا محاولة تعليم الكمبيوتر بالذات ( تكنولوجيا مستوردة بالكامل و متغيرة بإطراد ) بإستخدام من فشلوا بتميز فريد حتى فى تعليم العربى و الحساب !!! و لا حتى بالدروس الخصوصية التى هى طبعا فى حد ذاتها مثال آخر على السرطانات المصرية الأصيلة التى لا أشك لحظة أن كل منا يمكنه أن يأتى بالكثير من الأمثلة لها تكون حتى أكثر بلاغة من التى أشرت إليها .
ماذا لو كان كل مخرب و كل مفسد فى الأرض قد واجه "لا" مباشرة أو فى نقطة مبكرة أو حتى بعد حين ؟!!! .
إن القدر المناسب من "لا" حتى و إن بحثنا كل حالة و عطلنا ذلك بعض الشيئ أراه أفضل كثيرا من "تمام يأفندم" واحدة من النوع الخطأ قد تؤدى إلى المزيد من المعتاد الذى أوصلنا لما بعد الخراب الكامل و الدمار الشامل بكثير .
ملحوظة :
بعد أن إنتهيت من كتابة ما سبق تداخل الشيطان مع تفكيرى فى الصلاة ليقول أن ما كتبته يتعارض مع ما مبدأ "السمع و الطاعة" الإسلامى الذى سبق و أشرت إليه فى الرسالة بعنوان "بالإسلام أم بالديمقراطية ؟" فى بدايات هذه الصفحة . و للأسف نجح الشيطان فى أن يجعلنى أفكر فى الأمر أثناء الصلاة لأكتشف عدم وجود أى تناقض بين السمع و الطاعة للفرد الواحد ( أمير المؤمنين ) الذى يبايعه المسلمون يدا بيد بعد أن أجمعوا على إختياره ... إلخ و بين أن يقول موظف "لا" لمديره فى الشركة مثلا الذى ليس أميرا عليهم و لم يختره أحد من الموظفين و لا بايعوه على السمع و الطاعة و تربطهم به علاقة مختلفة تماما هى علاقة العمل ... إلخ . و أكرر أننا مسلمون و لسنا فى كنيسة ( و الحمد لله و الشكر له كثيرا على نعمة الإسلام ) و لذلك و فوق ما سبق أقول أن أمير المؤمنين الذى نعرفه ( الخلفاء الراشدين ) لم يكن ديكتاتورا و لا مستبدا برأيه ... إلخ بل على العكس تماما تماما فقد كانوا جميعا يلتزمون بالمبدأ الإسلامى المعروف المسمى "الشورى" قبل إتخاذ أى قرار أصلا ( للإتفاق و نصح الأمير و ليس للإختلاف و "معارضة" الأمير ) مما يجعل صناعة و إتخاذ القرارات عملية جماعية من أسفل إلى أعلى بداية من القاعدة العريضة و كل ما فى الأمر هو أن القرار يصدره فى النهاية هذا الفرد الواحد لحتمية ذلك مما يجعل إحتمالات "لا" بعد صدور مثل هذه القرارات شبه منعدمة و تنحصر فقط فى إطار الخروج عن الجماعة .
و رغم ذلك يسرد لنا التاريخ أن هؤلاء الخلفاء كانوا هم أيضا "طبيعيين" و يخطئون أو على الأقل تضطرهم الظروف لإتخاذ قرارات يختلف البعض بشأنها ... إلخ لحين الخراب الكامل و الدمار الشامل بقتل على بن أبى طالب و يمكن طبعا أن ننتقى واحدا من الأمثلة الكثيرة الذى ردت فيه إمرأة من العامة عمر بن الخطاب و هو يخطب فى المسلمين فى المسجد على المنبر أميرا للمؤمنين فتراجع و هو فى هذا الموقف و قال قولته الشهيرة "أصابت إمرأة و أخطأ عمر" .
و لاحظت بعد ذلك أننى فاتنى أن أشير إلى "لا" إسلامية فريدة من نوعها وضحها لنا رسولنا عليه الصلاة و السلام و لم أسمع عن مثيل لها فى كل نظم الحكم التى سمعنا عنها فى كل الجغرافيا و كل التاريخ و أشرت إليها على عجالة ضمن الرسالة بعنوان "بالإسلام أم بالديمقراطية ؟" و هى تمثل الحالة المعكوسة بتطرف التى يأمر فيها الأمير بمعصية .
و بالتالى فلو حدث و أخطأ المسلمون خطأ فاحشا و بايعوا بالإجماع مستبدا ديكتاتورا لا يستشير المسلمين قبل إصدار القرارات و يصر على الخطأ بعد أن يوضحوه له ... إلخ و ظلوا قابعين تحته فلا أظن أننى مضطر لأن أدافع عن هذه الحالة أو أن أجد لهم حلا .

الفراش

إنتشرت فى الإنترنت قصة هادفة ذات مغزى و لها مضمون و أنقلها هنا :
تقدم رجل لشركة مايكروسوفت للعمل بوظيفة (فراش) ، وبعد إجراء المقابلة والإختبار (تلميع المكتب وتنظيف الأرضية ) أخبره مدير التوظيف أنه قد تمت الموافقة عليه وسيتم إرسال قائمة بالمهام وتاريخ المباشرة فى العمل عبر البريد الإلكترونى أجاب الرجل : لكننى لا أملك جهاز كمبيوتر ولا بريد إلكترونى رد علية المدير باستغراب : من لا يملك بريد إلكترونى غير موجود أصلاً ومن لا وجود له فلا يحق له العمل لدينا خرج الرجل وهو فاقد الأمل فى الحصول على وظيفة ،، وأخذ يفكر ماذا عساه أن يفعل وهو لا يملك سوى 5 دولارات فقط بعد تفكير عميق ذهب الرجل إلى محل الخضروات وقام بشراء صندوق من الطماطم ثم أخذ ينتقل فى الأحياء السكنية ويمر على المنازل ويبيع حبات الطماطم و نجح فى مضاعفة رأس المال ، وكرر العملية ثلاث مرات إلى أن عاد فى نفس اليوم ومعه 60 دولار ،، أدرك الرجل بأنه يمكنه العيش بهذه الطريقة ، فأخذ يقوم بنفس العمل يوميـًا ، يخرج فى الصباح الباكر ويرجع ليلاً أرباح الرجل بدأت تتضاعف فقام بشراء عربة ثم شاحنة ، حتى أصبح لديه أسطول من العربات لتوصيل الطلبات للزبائن بعد خمس سنوات أصبح الرجل من كبار الموردين للأغذية فى الولايات المتحدة ولضمان مستقبل أسرته قرر شراء بوليصة تأمين ، فاتصل بأكبر شركات التأمين وبعد مفاوضات استقر رأيه على بوليصة تناسبه فطلب منه موظف التأمين أن يعطيه بريده الإلكترونى أجاب الرجل : لكننى لا أملك بريد إلكترونى رد علية الموظف باستغراب : لا تملك بريد إلكترونى وتملك هذة الإمبراطورية الضخمة تخيل لو أن لديك بريد إلكترونى ! فأين ستكون اليوم ؟؟ أجاب الرجل : فراش فى مايكروسوفت .

إنتهت القصة الهادفة ذات المغزى و المضمون و يمكن طبعا التعليق عليها بالكثير سواءا بالإتفاق أو الإختلاف و ليس هذا هدفى على الإطلاق و إنما فقط تذكرت حال هذه البلد المنكوبة بمؤخراتها التى كنت ( منذ سنوات أصبحت طويلة جدا ) أحد خريجى أوائل دفعات القسم الوحيد فيها لهندسة الكمبيوتر ( كنا أكبر دفعة . حوالى 30 ) و رأيت خريجى القسم منذ ذلك الحين لا يجدون عملا ثم ككل سرطان مصرى إستفحل الأمر و إستشرى ليصل إلى العدد الحالى من أقسام الكمبيوتر فى الكليات المختلفة و كليات الكمبيوتر المتخصصة ... إلخ و يصل عدد الخريجين سنويا إلى الألوف . فى نفس الوقت الذى بدأت فيه هذه البلد المنكوبة بمؤخراتها فى التهريج الرخيص ( المعتاد ) من أول يوم و إستفحل فيها سرطان أسوأ بكثير من نفس النوع المصرى أعمى البصر و البصيرة الذى يستشرى بلا حدود حتى بعد أن يقضى على العضو الأصلى !!! و هو "دورات الكمبيوتر" لكل من هب و دب و لكل من لا يجد عملا ( هو الآخر ) ليس فقط ليحصل على "شهادة" بعد تهريج لمدة إسبوعين مثلا تتيح له فى كثير من الأحيان أن يصبح هو المدير فوق خريجى الهندسة مثلا بل و إن أغلبية من يقومون بالتدريس لغيرهم و منحهم الشهادات هم من نفس هذه النوعية !!! . و وصل العدد من هؤلاء إلى فوق المليون ( فقط !!! ) من أيام "الدوس" و "الكوبول" فى مجال أكرر أن حتى العدد القليل جدا من "أهله" لم يجدوا فيه العمل !!! و لم يتوقف السرطان بل إستفحل أكثر و وصل به المفسدون فى الأرض إلى أبنائنا فى المدارس ليضيفوا مئات كثيرة من ألوف المدرسين إلى هؤلاء الحاصلين على "الدورات" و يدعوا أنهم سيعلمون أبناءنا الكمبيوتر بهؤلاء و هم الذين فشلوا فى تعليم أبنائنا بهم حتى العربى و الحساب ( حتى بالدروس الخصوصية !!! ) . و طبعا لا يسعنى سوى أن أسأل عن حال من علم هؤلاء المدرسين و مستواه العلمى مع ملاحظة أن حتى المهندسين المتخصصين فى الكمبيوتر غير مؤهلين للتدريس فما بالنا بمن سيعلم الذى سيعلم غيره ؟!!! . إن أعداد الضحايا من أبنائنا فى المدارس ( و مدرسيهم ) وحدهم بالملايين !!! .

أعود لقصة الفراش لأجد هذه البلد المنكوبة بمؤخراتها قد أصبح لديها أيضا "بريدا إلكترونيا" إسمه "القرية زكية" مثلا و لازلنا نكرر بإستماتة محاولات التقدم لوظيفة "الفراش" دون حتى أن نحظى بمجرد المقابلة و الإختبار .

هل يمكن أن يكون ذلك لأنه فراش من نوع غريب بدأ أولا بإنشاء شركات كمبيوتر خاصة به !!! قبل حتى أن يكون مؤهلا لوظيفة فراش فى الشركات التى يتقدم لها ؟!!! .

Their way of life

كلما رأينا المزيد و المزيد من صور الإجرام الصليبى فى أفغانستان و العراق كلما تذكرت المبررات التى ساقها بوش و بلير لتلك "الحروب الصليبية" ( كما أسماها بوش نفسه ) ضد المسلمين المدنيين العزل ( كالعادة ) و كانت تلك المبررات من السفاهة لدرجة "حماية الحضارة الغربية" ... إلخ و تذكرت بالذات مقولة
To defend our way of life
و لاحظت ليس فقط تشابها غريبا فى المنطق بين هذه العبارة و بين عبارة "هذا ما وجدنا آباءنا يفعلون" و لكن أيضا تبدو هذه الجديدة أضل سبيلا بكثير بالمعنى الحرفى الكامل لهذه الصفة فالعبارة الأولى كانت على الأقل بدوافع دينية فقط و كانت تعنى توقفهم عند نفس النقطة التى كان عليها الآباء و لا تشمل التطور إلى الأسوأ .

حرية الرأى

يعنى مافيش فايدة فيكم يا مسلمين يا برابرة و لسه مش قادرين تفهموا يعنى إيه "حرية الرأى" ؟!!! . حرية الرأى تعنى أن يتسافلوا على الإسلام و المسلمين و على القرءان و على محمد عليه الصلاة و السلام و على زوجاته و على الصحابة ... إلخ بل و على الإله نفسه !!! و أعطى فقط بعض أمثلة حديثة جدا بالآيات الشيطانية و الرسوم الدانمركية و ملاحظات البوب الكاثوليكى المهذبة و الفيلم القبطى ... إلخ بينما مثلا يطاردون أكاديمى بريطانى أجرى بحثا علميا عن شيئ إسمه الهولوكوست فلم يعجب بحثه العلمى البعض فوصلوا بالرجل لدرجة التراجع عن رأيه العلمى المثبت و الإعتذار ... إلخ و لم يكتفوا بذلك بل نصبوا له كمينا فى فيينا و سجنوه لأن لديهم هناك قانونا يعاقب ( بالسجن !!! ) من يتجرأ و يشك فى ما يقال له عن الهولوكوست !!! .
و ليس هناك أوضح من المثال الإنجليزى عندما أخطأ البعض وتحاكم إلى الطاغوت القضائى هناك و رغم أنهم لديهم هناك قانونا يجرم الإساءة إلى الأديان إلا أنهم رفضوا تطبيقة قائلين أن الإسلام ليس بدين !!! . و طبعا لا أظن أن هناك من سألهم عن الطريقة التى يعرفون بها الدين من الذى ليس بدين ؟!!! . غالبا ما تقوله لهم الكنيسة ( كنيستهم ) .
بل و تتعلموا أكثر من الشيخ حسان الذى قال فى قناة فضائية خاصة قليلة الإنتشار على القمر المصرى بضع كلمات عن اليهود ( و ليس عن دينهم و لا عن رسولهم و لا عن كتابهم و لا -طبعا- عن إلههم ... إلخ ) و قال مجرد كلمات باللغة العربية و لم ينتج فيلما عالميا يعرضه فى 11 سبتمبر ... إلخ لنكتشف أن هناك من يعد علينا حتى مجرد هذه الكلمات لهذه الدرجة و يملك القدرة على أن يجبر فرنسا التى أطلقت القمر على أن تجبر الشركة المصرية التى تملكه على أن تغلق المحطة بالكامل !!! . شفتوا حرية الرأى يا برابرة ؟!!! .
ملحوظة سخيفة : هذه هى نفس فرنسا التى نشرت منذ يومين فى ذروة ردود الأفعال "البربرية" على الفيلم القبطى الحقير ( و بنفس المبرر و هو "حرية الرأى" ) المزيد من الرسوم الحقيرة من نفس النوع الذى أصبح معتادا . ثم فوق ذلك إتخذوا التدابير الإحتياطية ( بالزفة الإعلامية المبالغ فيها ) و أغلقوا السفارات حماية للحضارة و المدنية و التقدم و التطور و حرية الرأى من رد فعل "البرابرة" . إفهموا يعنى إيه حرية الرأى الأول يا برابرة و بعدين إبقوا إتكلموا .
و طبعا لن نحتاج لأى جهد لنفهم بوضوح تام العلاقة بين الكنيسة و بين الإسرائيليين ليس فقط لأنهم "أبناء عمومتهم" كما وصفهم أحد كبار الكنيسة و لكن أهم من ذلك و بنفس القدر من الوضوح بمرجعية الإسلام أيضا فالآية 82 من سورة المائدة توضح الأمر تماما و تزيل أى عجب فالعداوة الأشد للإسلام توحدهم رغم كل التاريخ الطويل لما بينهم .
و يمكن أن يزول العجب أكثر و نفهم حتى كيف أن بالذات هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم ظلما و زورا للمسيح عليه الصلاة و السلام و يسمون أنفسهم "مسيحيين" يذهبون بأنفسهم إلى الذين كفروا برسالة المسيح من بنى إسرائيل !!! ليحصلوا من هؤلاء بالذات على الدين !!! ( بل دين المسيح !!! ) فى حين أن هؤلاء بالذات هم الذين يدعون أنهم قد صلبوا المسيح !!! بل نجد هذا الأمر منطقيا جدا فهذا النوع من المسيح ( "المصلوب" ) هو الذى يبحث عنه هؤلاء و لن يجدوه إلا عند هؤلاء حتى و إن كانوا بما يفعلونه هذا يقولون أنهم يعبدون "الإله الساحر إبن الزنا المصلوب" مثلا !!!!!! .
أما أفعال الطائفة المسماة "الأقباط" فكلها تشبه بعضها و يبدو أنها تنبع من صفات متأصلة فيهم تسيطر عليهم و تسوقهم و لا يمكنهم مقاومتها ... إلخ و آخر مثال أنهم هم بالذات الذين إتهم كفرة بنى إسرائيل الرسول الذى ينسبون أنفسهم إليه ( المسيح عليه الصلاة و السلام ) بأنه "إبن الزنا" ثم يأتى اليوم الذى يحاول فيه هؤلاء بالذات ( الذين يسمون أنفسهم "مسيحيين" ) إلصاق هذه التهمة برسول آخر عليه الصلاة و السلام !!! بالتعاون مع كفرة بنى إسرائيل !!! . و حتى هذا يمكن أن نكتشف الجانب المنطقى منه فقد سرد الله لنا فى كتابنا الكثير بشأن ما يفعله الكفرة عادة مع الرسل ( بلا إستثناء واحد !!! ) بل إن بنى إسرائيل بالذات لهم تاريخهم المعروف فى هذا المضمار بل إن الحالة الخاصة جدا جدا كانت عندما نجاهم الله بموسى من بطش الفرعون و عاشوا حقيقة آيات الله بأنفسهم و رأوا نهاية الفرعون ( و قومه ) فى قعر البحر بعد أن كذبوا بآيات الله و إتهموا موسى و هارون بأنهما ساحران ... إلخ ثم عندما جاء الرسول التالى المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام إلى هؤلاء بالذات بمجرد بعض المزيد من آيات الله قال له الذين كفروا منهم "ساحر" و "إبن الزنا" ... إلخ !!! .
و لا يزال كل ذلك فى حدود المنطقى !!! فلم يحدث فى تاريخ البشرية كله أن قال أى كفرة : نعم هو الإله و نعم هو الرسول و نعم هو الدين و نعم هو الكتاب لكننا لن نؤمن !!! . بل كان التكذيب دائما بالطريقة المعتادة التى تصل لدرجة "إنما نحن مصلحون" .
و لذلك لا عجب حتى أن يصف الأقباط ( بالذات ) هذا الذى يفعلونه ( بالذات ) بسفينة نوح عليه الصلاة و السلام !!! و يبدو أنهم قد غرهم أن المسلمين قد تركوهم ينسبون أنفسهم إلى "المسيح" و يسمون الكتاب الذى معهم "الإنجيل" ( معرفا بأل !!! ) ... إلخ بل و أيضا يستخدمون هاتين الكلمتين العربيتين المأخوذتين من القرءان و اللتين تصف الأولى رسول الله عليه الصلاة و السلام و ليس ما إخترعوه هم لأنفسهم و تصف الثانية الكتاب الذى جاء به ذلك "الرسول" و ليس أبدا ما فى أيديهم حاليا و يدلسون به على المسلمين و لذلك إستسهلوا أن ينسبوا أنفسهم لنوح عليه الصلاة و السلام أيضا و أنا متأكد من أنهم ( كالعادة ) لديهم "نوحهم" الخاص بهم الذى غالبا يختلف ( هو الآخر ) حتى عن نوح كل كنيسة أخرى و متأكد أيضا من أى مصدر معلومات لديهم عن نوح عليه الصلاة و السلام .
أما الجانب الطريف جدا فى الموضوع فهو أنهم يقولون ذلك فى "الأرض الجديدة" التى بدلا من أن يرحل عنها نوح فى سفينة فقد رست عليها سفن من نوع آخر مختلف تماما مرسوم عليها صلبان كبيرة و كثيرة ... و أختصر بشدة لأقول أن النتيجة كانت إبادة أحد الجانبين أيضا و لكن كما قلت بمنطق مختلف معكوس من أساسه و لأهداف لا علاقة لها بنوح ( و لا غيره ) و بطريقة هذه النوعية من المخلوقات .
و حتى بعد كل ذلك هناك من لا يزالون يدلسون على الأغلبية المسلمة فى مصر بشعارات "الوحدة الوطنية" و "الهلال يعانق الصليب" و "الدين لله و الوطن للجميع" ... إلخ .
أما غير الطبيعى على الإطلاق فهو أن تتمكن هذه الأقلية من الإستمرار بعد ذلك فى المزيد من اللعب بطريقة "الآبقين عن سلطان الكنيسة" و تقسيم أنفسهم إلى صقور و حمائم ... إلخ و كأن الكنيسة فوجئت هى الأخرى بالفيلم مثلنا و لم تعلم به ( بل تشارك بشكل مباشر ) قبل الإعلان عن عرضه فى هذا التوقيت بالذات بل من قبل إنتاجه بل من قبل التخطيط له أصلا ... إلخ بل و كأن تلك "الدولة القبطية" التى أعلنتها هذه الأقلية هى لهؤلاء الثلاثة وحدهم مثلا ... إلخ فى حين نجد هؤلاء الكفرة المشركين داخل حتى "لجنة الدستور" يكتبون لنا دستور دولتنا نحن بطريقة الشريك المخالف !!! . و طبعا لا يمكننا إلا أن نتذكر أن بذاءات البوب الكاثوليكى السابقة عام 2006 جاءت يوم 12 سبتمبر و أن ملاحظاته الجديدة هذه السنة بخصوص ما يسمونه "تحديد دور المسيحيين فى الشرق" تأتى هى أيضا فى التوقيت نفسه . ربما مجرد مصادفات أخرى إضافية !!! .
هل هناك من يمكنه أن يوصل لهذه المخلوقات رسالة تقول : مهما إنحططتم فى سفالاتكم و حقاراتكم ضد ديننا و ضد الرسول عليه الصلاة و السلام و لم تتوقفوا حتى قبل الإله ذاته ( !!! ) فسنرد عليكم أنتم و لا يمكننا أن نرد لكم الصاع بمثله أو نسب المسيح أو آلهتكم التى تعبدونها لسبب بسيط تعرفونه جيدا جدا و لكن لا تفقهوه على الإطلاق و هو أننا لنا دين . أرجو قراءة رسالة بعنوان "القرءان متى" ضمن الصفحة و أخرى بعنوان "مشركو مصر" فى نهاية هذه الصفحة .
أما الإخوة المسلمون فأذكرهم أن ما أمرنا الله به تجاه هؤلاء المشركين لم يكن أبدا "إشتموهم يعذبهم الله بأيديكم ..." و إنما كان أن نقاتلهم ( و ليس أن "نقتلهم" ) و أن القتال ضدهم حتمى لا محالة بل و أيضا قريب وشيك فالخطوة التالية مباشرة بعد كل هذا التصعيد هى "حرب التحرير" ضد "الإحتلال الإسلامى الإستيطانى لمصر" الذى "إضطهدهم" أربعة عشر قرنا بمساندة بل تدخل مباشر سافر من الدول الصليبية ( باقى "الكافة" ) التى بالفعل فتحت لهذه المخلوقات سفارات لما يسمونها "الدولة القبطية" ( اى المفرغة من المسلمين بالمذابح و المجازر المعتادة ) التى أعلنوها فى نفس مصر التى نعيش فيها بعد ان أعاش الإسلام هؤلاء الملاعين داخله فى أمان لأكثر من أربعة عشر قرنا .
يجب أن نفهم أن هذه المخلوقات التعسة لم ينتجوا هذا الفيلم لمجرد المزيد من إستفزازنا لفوق الإحتمال و فقط بل هم يخاطبون به الغرب الصليبى و من الواضح أنهم يعرفون اللغة المشتركة جيدا و يقدمون للغرب الصليبى ما يناسب عقولهم و سيعجبهم جدا كما أعجبتهم جدا آيات سلمان رشدى الشيطانية و الرسوم الدانمركية إياها و الفيلم الهولندى و ملاحظات البوب الكاثوليكى المهذبة ... إلخ من قبل .
و يمكننا أن نتفهم ببساطة شديدة كيف أن الفيلم ليس إلا مجرد المزيد من المعتاد ( بل المتوقع بل الحتمى ) من جانب هؤلاء المتاعيس الذين من الواضح أنهم تغلبهم طبيعتهم و ليس بإمكانهم تغييرها و فى الوقت نفسه يجب علينا مواجهة الحقيقة و الإعتراف الكامل بالتفوق الساحق الماحق لهم فى هذا المضمار الذى لا أظن أن هناك على الأرض من يمكنه أن ينافسهم فيه . إن هؤلاء المتاعيس ليسوا إلا إفراز حاصل جمع سماحة الإسلام اللا-متناهية مجموعا عليها عباطة المصريين اللا-متناهية أيضا و هى تركيبة فى غاية الخطورة و إستمرت لفترة أطول من اللازم بكثير كثير ( أكثر من أربعة عشر قرنا !!! ) نجم عنها ما بدأنا نرى جزءا ضئيلا منه الآن و بمبادرات متتالية من جانبهم بل إن الفيلم قد لا يكون أكثر من "البرنامج الإنتخابى" لأول رئيس لدولتهم القبطية .
و طبعا لا يسعنا إلا أن نضيف إلى ذلك المزيد من التأجرم التصاعدى من جانب هذه الأقلية داخل مصر أيضا و الأمثلة كثيرة و لن يكون آخرها قيام بعضهم بالتبول علنا على القرءان ضمن مظاهرة أخرى إضافية لهم و لابد أن أوضح قدرا أكبر من الصورة فقد رفض هؤلاء الملاعين يضع آيات من القرءان فى حصة القراءة حتى كمجرد أمثلة و فى إطار تعلم اللغة فقط ( و ليس الدين بأى حال !!! ) و إعتبروا ذلك مزيدا من "الإضطهاد" لهم و إبتزوا المرشحين للرئاسة ليتسابق كل منهم و يعلن أنه سيلغى ذلك للأغلبية الساحقة فى مصر ( 95% ) إرضاءا لهؤلاء الملاعين ثم نجد بعد ذلك فورا من أضاف سطورا من التخاريف المتوارثة الخاصة بهذه الكنيسة وحدها فى الكتاب الذى يدعونه لأنفسهم ليدرسها أبناء المسلمين رغم أنها لا يعترف بها و لا حتى باقى الكنائس الأخرى !!! .
و طبعا لابد أن يذكرنا الفيلم القبطى بفيلم آخر من نوعية مختلفة تماما أنتجه الغرب ( و ليس نحن ) لتجبر الكنيسة فى مصر منذ سنوات ليست كثيرة الأذلة المحسوبين على الإسلام على أن يمنعوا دخوله و عرضه فى مصر . و لازلت أتذكر الإختفاء التام لمبدأ "حرية الرأى" عندما أصبح الأمر لا يتعلق بالإسلام !!! و الخطب العصماء و التنافس الشرس فى تبرير الحظر و المنع من كل إتجاه رغم أن الفيلم ليس به حقارات و بذاءات ضد المسيح عليه الصلاة و السلام و إنما لمجرد أن به ما لا يتطابق مع التخاريف المتوارثة لهذه الكنيسة !!! ( و لم يكن المنع لأن ما به يتعارض أصلا مع ديننا نحن الأغلبية فى جميع الأحوال !!! ) . و لازلت أتذكر "وزير الثفاقة" لذلك الوقت و هو يصدر القرار و يزايد عليه بكل حماس و هو الذى كان قد رفض للتو منع عدة روايات من أقذر أنواع القذارة التى لا يتخيلها مخلوق مليئة بالكفر و الشرك و الشذوذ الجنسى ... إلخ و ظل لآخر لحظة يدافع عن طبعها و نشرها فى مصر بنفس دعاوى "حرية الرأى" .
و بنفس ذريعة "حرية الرأى" ( فى نفس التوقيت بعد ذكرى 11 سبتمبر مباشرة و بعد ردود الأفعال -المتوقعة طبعا بل المدروسة حتما- على الفيلم القبطى "المتحضر" ) ظهرت فورا فى أمريكا ملصقات تحض على المزيد من الكراهية ضد الإسلام و تشحن المجموع هناك ضده و تدفعهم للمزيد من العنف و الهجوم عليه ... إلخ تبدأ بالمقارنة بين المتحضرين و بين الهمج لتنتهى بالدعوة لمساندة إسرائيل !!! و هزيمة "الجهاد" !!! .
و يمكن أن نلحظ بسهولة شديدة نفس النمط المتكرر فى الغرب حيث يبدأ الأمر من جانب من يعتبرون أنفسهم هم المتحضرون ( طبعا ) ليعرضوا مفارقة حضارية على من يعتبرون أنفسهم هم المتحضرون هم أيضا ( طبعا ) و مفهوم طبعا من سيكون الطرف الآخر من المقارنة المعتادة ( و التى أصبحت نمطية بل متوقعة بل نفتقدها إن لم تصادفنا بالمعدلات المعتادة خاصة بعد ذكرى 11 سبتمبر مباشرة ) دون الحاجة للمزيد من كتابة كلمات "العرب" و "المسلمين" بشكل مباشر . و طبعا لن أضيع أى وقت فى أى محاولة لأى نقاش لإدعاءات "الحضارة" و الخلط المتعمد بين ذلك و بين التقدم التكنولوجى مثلا ... إلخ و إتهامات "الهمجية" و الخلط المتعمد بين ذلك و بين التأخر التكنولوجى أيضا ... إلخ و إنما فقط أنتقل إلى المغالطة المتعمدة التالية و أشير إلى أن البوست ( كالعادة ) يفرض من جانبه ( و هو الذى يعتبر نفسه المتحضر !!! ) حربا ضد من يعتبرهم "الهمج" !!! ثم يجبر الغربى على أن يشارك فى هذه الحرب !!! و يشارك ( طبعا ) إلى جانبه هو !!! فيما يفعله هو !!! بناءا على الفرضيات السابقة بدلا من أن يحاول مثلا أن تصل و لو حتى بعض طراطيش "الحضارة" التى لديه إلى "الهمج" بل حتى مجرد أن يشرك "الهمج" و لو حتى فى أقل القليل من تقدمه التكنولوجى مثلا ( و لا حتى بالثمن !!! ) . ثم يتلو ذلك الإنتقال المباشر المفاجئ تجاه الأمر بمساندة إسرائيل !!! أى الإنتقال العجيب من "الحضارة" إلى السياسة و الإقتصاد و المزيد من العنصرية المحضة المقيتة و يستفحل الموضوع بإضافة أمر أعجب بهزيمة "الجهاد" . و قد تعمدوا كتابة هذه الكلمة أيضا بالنطق العربى لكن بالحروف الأجنبية لمن ليسوا فقط لا يعرفون شيئا عن معنى الكلمة
( بذل الجهد المضاد ) بل و حتى لا يعرفون شيئا عن الإسلام إلا الصورة المعكوسة المشوهة عن عمد التى زرعوها فى أذهانهم . وهذا هو جوهر الموضوع و الهدف الأصلى المعتاد فى الموضوع كله و الذى أصبح نمطيا بل متوقعا بل نفتقده إن لم نصادفه هو الآخر بالمعدلات المعتادة خاصة مع ذكرى 11 سبتمبر و هو محاربة الدين بشكل مباشر و طبعا فإن كلمة "الدين" فى هذا السياق لا تعنى عند هؤلاء و هؤلاء سوى الإسلام .
و طبعا فإننى لا أعرف إن كانت عملية فرض العداوة ( بل الحرب !!! ) على "المتحضرين" ضد "الهمج" ثم عملية الإسقاط التالية المتعمدة النمطية المعتادة التى أشير إليها غير محسوسة هناك لهذه الدرجة !!! ( و عليهم هم طبعا أن يبحثوا هم عن الأسباب ) خاصة و هم يضعون المقارنة ( التى تبدو لهؤلاء بالذات منطقية و بديهية بل و مفضلة و بالتالى فهى شديدة الفاعلية ) فى المقدمة ثم يدفعوهم بنتيجة المقارنة آليا و لا شعوريا للحرب ضد أحد الطرفين ثم يجبروهم على تطبيق النتيجة آليا و لا شعوريا على طرفين مختلفين تماما فى مقارنة أخرى غريبة و عجيبة تماما !!! ربما ( ربما ) حتى دون أن يدركوا مقدار ما ينتج عن ذلك من حقارة و كفر . و طبعا لا أظن أننى بحاجة لكثير من الجهد لتذكير الأمريكان بالذات بالنتيجة ( المتحضرة جدا ) لهذا النوع من الدعايات على وجه التحديد بمجرد إكتشاف "الأرض الجديدة" و سكانها ذوى التسليح الأضعف .
فهل هناك من يمكنه أن يذكر الإسرائيليين ( و غيرهم ) أن مبدأ الجهاد و القتال فى سبيل الله ليس إختراعا إخترعه المسلمون و لا جزءا من دينهم وحدهم بل هو مبدأ إلهى قديم مفروض على المؤمنين من قبل الإسلام و يمكن أن نوضح لهم أن كتابنا يسرد الكثير من مواقف بنى إسرائيل منها النكوص عن الجهاد مع موسى عليه الصلاة و السلام و العقوبة التى لحقت بهم كما فى الآيات 20 - 26 من سورة المائدة و هناك أيضا الموقف الذى طلبوا هم فيه من بعد موسى القتال فى سبيل الله و كالعادة إنتصرت القلة الصابرة مع طالوت كما فى الآيات 246 - 251 من سورة البقرة .
هل هناك من يمكنه أن يشرح ذلك لهم ( و لغيرهم ) قبل المزيد من إستخدام كلمات "الإرهاب" و "الهمج" و "البرابرة" ... إلخ ؟!!! .
ليس هذا فحسب بل هل هناك من يمكنه أن يشرح لهؤلاء ( و غيرهم ) أن المسلمين ( على عكس المثال السابق مثلا ) لم يطلبوا هم القتال قط و إنما فرضه الله عليهم بالإكراه رغم كرههم له كإختبار لهم هم أيضا . و لست أنا الذى يقول ذلك و إنما هذا هو ما سطره الله فى كتابه كما فى الآية 216 من سورة البقرة و لكن هناك من "المتحضرين" من يكتبون الملصقات و يرسمون الرسومات و يخرجون الأفلام ... إلخ دون حتى أن يقرأوا أولا رغم أنهم كانت لديهم فترة كافية ( أكثر من أربعة عشر قرنا فقط !!! ) ليفعلوا ذلك .
و بالتالى فإن كنت ممن وضعوا أنفسهم فى جانب الكفر و الشرك من المتباينة الإلهية الواضحة كل الوضوح !!! و من ضمن البعض من هؤلاء الذين سيحاولون فعلا أن يهزموا الجهاد !!! و فوق كل ذلك قررت الإستمرار فى إدعاء إحساسك بالإرتهاب !!! فعلى الأقل لا يغضبك إن تعجبنا أن يكون صوتك هو الوحيد المسموع و السائد !!! .
نكتة حازقانى .
سافر مسلم إلى أمريكا فى زيارة و أثناء تجوله فى حديقة عامة رأى كلبا ضخما شرسا يهاجم سيدة عجوز فسارع لمحاولة إنقاذها فأصابه الكلب إصابات شديدة لكنه تمكن من قتله و إنقاذ السيدة . و فى المستشفى توافد محررو الجرائد و مقدمو البرامج التليفزيونية ... إلخ لإجراء المقابلات معه لكنه رفض فقالوا له : دعنا نكرمك فتصبح مثلا أعلى للأمريكيين فقال لهم : لست أمريكيا فقالوا له : ستحصل على مكافأة مقابل هذا العمل البطولى ... إلخ لكنه قال لم أفعل ما فعلته من أجل ذلك و إنما لأننى مسلم و لا أنتظر المكافأة إلا من الإله فصدرت عناوين الصحف فى اليوم التالى تقول : "مسلم يقتل كلبا أمريكيا فى حديقة عامة" و تحتها صور لبن لادن و الكلب "بو" .
و لا نملك طبعا إلا أن نعجب أشد العجب من الولع الزائد بكتابة التاريخ الإسلامى من جانب الأقلية القبطية بالذات !!! و من جانب الكفرة و المشركين عموما و الكنائس بوجه خاص ( بطريقتهم طبعا ) !!! رغم أنهم كفرة مشركون لا يؤمنون بالإسلام و لا يرونه دينا و يرون أن محمدا كذاب مدع ألف القرءان و استغفل كل هؤلاء المليارات و يرون الصحابة مجموعة من قطاع الطرق بعد أن تركوا هم أموالهم لقريش ليلحقوا بمحمد فى المدينة ( و الله وصل الأمر لأن يكتب واحد ذلك ) و يتقاتلون بعد موت محمد على التركة ( و الله كتب البعض ذلك ) ... إلخ بل وصل الأمر لأن ينظر واحد من هؤلاء إلى النصف الأول فقط من حديث عن غزوة حنين ليكتشف أنها تسببت فى خلاف تخيله هو بين المهاجرين و الأنصار جعله سبب الخلاف بين السنة و الشيعة ( و الله قرأت ذلك ) دون ( طبعا ) حتى مجرد أن يلفت نظرهم الدرس البليغ الموجود فى باقى الحديث الذى سمعنا منه ( نحن و هم ) عن حنين أصلا و أنا أرى أن ذلك منطقى جدا لأن هذا الدرس موجه أصلا ( و طبعا ) للمؤمنين و ليس لأمثال هؤلاء الذين لا سيقنعهم و لا سيعجبهم ناهيك عن أن يفهموه بأى حال .

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D9%8A%D8%B0%D9%87%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7+%D9%88%D8%AA%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%88%D9%86+%D8%A8%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF&phrase=on&xclude=&t=*°ree_cat0=1

و بالتالى فإن هؤلاء يكتفون بمجرد المزيد من السرد السخيف لنفس الإتهامات المكررة التى يحاولون إسقاطها على الإسلام من قبيل مثلا أنه هدم "الحضارة" !!! دون حتى أن يسألوا أنفسهم عن أى مبرر واحد جعلوا من أجله الرومان بالذات هم "الحضارة" و المسلمين هم "البرابرة" . ربما كانت النافورات البذيئة مثلا . لينتهى الأمر بكل هؤلاء الكتبة جميعا بالمقارنة المعتادة بين العرب و بين الغرب ( الآن و ليس حتى فى ذلك الوقت !!! ) فى مجال العلوم الدنيوية ( رغم أنهم يتحدثون أصلا عن الدين !!! ) مع إسقاط كل العوامل الحقيقية لهذه الفجوة الكبيرة ليدعوا أن الدين هو سببها !!! رغم الصداع الذى أصاب رؤوسنا بكثرة الحديث عن كيف أن الغرب لم يتقدم إلا بعد أن تخلص من الكنيسة و سار فى عكس الإتجاه على طول الخط و رغم أن التخلف على جانبنا نحن ليس له أى علاقة بتمسكنا بديننا بل بالعكس تماما أيضا و دون ( طبعا طبعا ) أن ينظر هؤلاء بالذات إلى حالهم هم "غير المسلمين" و يقارنوه مع نفس الغرب . و يكرر هؤلاء الكثير من الإتهامات منها مثلا أن الإسلام دين القتال و يدعو إلى سلب أموال الناس ... إلخ و المجال لا يتسع لشرح كيف أن البشرية تعرف القتل من أول بنى آدم على وجه الأرض و أن الإسلام على العكس من ذلك تماما قد حصر القتال فى الدفاع عن النفس و نشر الدين و فقط دون كل باقى دوافع البشرية للقتال و ما أكثرها و يكفى مثلا أن نسأل عن دوافع و مبررات و أسباب و أهداف و سبل و طرق و وسائل الحروب الصليبية السابقة و الحالية لنعرف الفروق الشاسعة بل و لن نحتاج لكثير من الذكاء و لا البحث لكى نقارن حجم القتال و القتل فى المناطق التى كانت تحت نير إمبراطوريتى الفرس و الرومان قبل الإسلام مع حال نفس المنطقة بعد أن حررها الإسلام لنكتشف الحقيقة بمنتهى السهولة . و أيضا فقد إعتادت البشرية ( قبل الإسلام و بعده . أنظر الحروب الصليبية السابقة و الحالية كأمثلة بليغة ) على أن يستبيح تماما المنتصر البلاد التى هزمها و يمكن أن نذكر هؤلاء بما كان يفعله الفرس و الرومان بالذات بعد الإنتصار لنقارن ذلك ( بسهولة شديدة أيضا و دون الحاجة لأى قدرات أو إمكانيات خاصة ) مع الإسلام الذى كان ( مرة أخرى إضافية ) أول من هذب و حكم قواعد القتال أساسا بل و قنن الغنائم و حدد طريقة تقسيمها ... إلخ لتنحصر فى أدوات القتال التى خافها المهزومون فى ساحة القتال دون المساس بأى ممتلكات لمن لم يقاتلوا و حتى غزوة حنين ( التى يحلو للبعض الإشارة إليها فى هذا المضمار ) فقد كانت الإستثناء عندما ساق هؤلاء ما يملكونه من شاة و بعير إلى ساحة القتال ليستميتوا فى القتال لآخر نفس فأصبحت من ضمن الغنائم .

http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%B4%D9%8A%D8%AE%D8%A7+%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7&phrase=on&xclude=&s%5B%5D=6267°ree_cat0=1

و أيضا

http://dorar.net/enc/hadith?skeys=%D8%AA%D9%82%D8%B7%D8%B9%D9%88%D8%A7+%D8%B4%D8%AC%D8%B1%D8%A7&xclude=°ree_cat0=1

أرجو قراءة وجهة نظر بعنوان "إله غاوى ينهزم" فى نفس هذه الصفحة .
و طبعا يلحظ هؤلاء الكتبة الجزية مثلا ( أجر يوم عن السنة ) دون حتى مجرد أن يلحظوا أن الإسلام ترك حتى الكفرة المشركين أمثالهم يعيشون داخله فى أمان لينفق المسلمون أموالهم و يضحوا بحياتهم دفاعا عنهم ( و هم لا يزالون على عداوتهم للإسلام ...... حتى اليوم !!! ) و لم يقارنوا ذلك و لا حتى مع ما كان الرومان يفعلونه بهم بل على العكس يسارع كل منهم فورا كل مرة بمبادرة من جانبه بالتطوع مقاتلا إلى جانب الرومان ضد الإسلام ( وضع واحد منهم نفسه فى القسطنطينية ذاتها !!! ) بينما لا يزال يدعى إضطهاد الإسلام له !!! . و طبعا دون أن يلاحظوا أن حصيلة زكاة أموال المسلمين و خراج الأرض و الجزية كان يتم الإنفاق منها على الفقراء و المحتاجين و بالتالى فأحد المعالم التى تميز بها الإسلام ( و طبعا هناك من العمى من لا يرونها ) هى أنه بمجرد أن خلص الإسلام الناس من طاغوت الكفر و الشرك أصبح كل محتاج يحصل على إحتياجاته كاملة أولا بل و أصبح هناك فائضا يتم نقله بعد ذلك إلى بيت المال من أجل الإنفاق العام كتعبيد الطرق و الجهاد فى سبيل الله ... إلخ .
و العجيب هو أن هؤلاء الذين أسندوا لأنفسهم مهمة التأريخ للإسلام هم الذين عماهم الله عن جوهر الموضوع كله و العامل الأساسى الذى تتمحور حوله القصة كلها و الدافع وراء كل الأحداث و القوة المحركة لكل هؤلاء ... إلخ و هو الدين !!! . و يمكن أن أحاول أن أصف حال هؤلاء "المؤرخين" بتشبيه غير بليغ لأنه و إن كان فى نفس الإتجاه إلا أنه أقل كثيرا من حقيقة حالهم و هو أن نتخيل أننا ننظر إلى فرع بنك مثلا لنفاجأ بمن ينكر أنه بنك ( لأسباب تخصه و هذا حقه ) لكنه يصمم أن يعين نفسه دليلا لنا يشرح لنا ما يحدث هناك ليحاول أن يقنعنا ( مثلا ) بأن الموظفين الجالسين خلف الشبابيك هم مجرمون يبتزون الواقفين فى الطوابير ليسلموا لهم مدخراتهم كاملة أولا بأول !!! و يخبرنا أن زعيم العصابة الحقيقى هو موظف الخزنة الذى تتكوم عنده الحصيلة و ليس ذلك الذى أجلسوه فى غرفة مكتوب عليها "المدير" لأن هناك من أعوان العصابة الذين يقفون فى طوابير السحب و يحصلون على مبالغ أكبر من التى يحصل عليها ... إلى آخر ما تجود به قريحة هؤلاء "المؤرخين" و كل "العلم" الذى يتفضلون به علينا . و الإنترنت وحدها مليئة بدرجة غريبة بهذا الذى أشير إليه و الكم العجيب من مواقع الأقباط يطفح بأكوام من ذلك و كلها نفس الشيئ بدرجة غير معقولة و كأنها كلها كتبها فرد واحد يعانى من درجة متقدمة جدا مما أحاول وصفه !!! .
و لذلك ( و لغيره كثير ) أنهى بأن أكرر نفس النصيحة ( و أخص المركوبين بالكنيسة بالذات أكثر من غيرهم ) بترك الإسلام و شأنه فأنتم لا تفعلون أى شيئ سوى المزيد من الصراخ بأعلى صوت أنكم "قوم لا تفقهون" .
و أخص بالذكر القرءان بالذات ليس فقط لتاريخكم الطويل جدا معه ( أكثر من أربعة عشر قرنا حتى الآن ) و لكن أيضا لأن النتاج الوحيد للمزيد من تعاملكم معه أصبح مجرد تكرار نمطى لما فعله السابقون منكم ( بل يمكن بسهولة شديدة توقعه بل إستباقه ) . و أتمنى ( صادقا ) ألا يتخيل أحد من المركوبين بالكنيسة أننى أحاول أن أسبهم حتى مقابل جزء لا يذكر مما يفعلوه فإننى أقسم أننى لا أحاول ذلك على الإطلاق و إنما فقط أحاول أن أشرح لهم أن حالتهم نمطية متكررة منذ بدء الإسلام بل أيضا مع كل الرسالات التى سبقته كما يسطر القرءان كثيرا و أنهم النصف الآخر من الصورة الذى يعرضها القرءان كاملة بمنتهى الوضوح بل و إن القرءان بالذات له وضعه الخاص ليس فقط لأنه الكتاب الوحيد الذى يعرض وجهة النظر العكسية بنفس القدر و التكرار و الإصرار بل لأن الله قد شرح فيه تأثيره المزدوج الذى يبدو أنهم لا يزالون لا يفقهوه هو أيضا فى آيات من قبيل "... يضل به كثيرا و يهدى به كثيرا ..." ( البقرة 26 ) و "... و الذين لا يؤمنون فى آذانهم وقر و هو عليهم عمى ..." ( فصلت 44 ) . هل هناك ما يشرح حالهم أكثر من ذلك ؟ . نعم هناك .
يمكن أن أشير إلى بعض آيات أخرى ( ضمن كثير فى القرءان ) تتحدث كل منها عن نفس المنطق الإلهى فى التعامل مع الكافرين فى هذه الحالة منها الآيات 109 - 111 من سورة الأنعام و الآية 101 من سورة الأعراف و الآية 74 من سورة يونس و الآية 16 من سورة محمد كأمثلة بل و إن هناك ما أظنها الحالة القصوى المتطرفة فى سياق الآية 57 من سورة الكهف و فيها يتحدث الإله عمن "ذكر بآيات ربه" ( أى كان يعلم ...... ثم أسقطها من إعتباره لدرجة أن نساها !!! أو تناسى ... إلخ ) ثم رغم أنه سعيد الحظ جدا و وجد من يذكره ( بدلا من العقاب الأليم المباشر الفورى ) فقد كان ما فعله هو أن "أعرض عنها" !!! بل و تمادى لدرجة أن "نسى ما قدمت يداه" !!! فكان أن فعل الله بهم ما فعله بل و وصل الأمر لأن يوضح الإله لرسوله ( عليه الصلاة و السلام ) أنه لو ذهب هو أيضا إليهم ليدعوهم إلى الهدى فإنه سيكون قد أغلق عليهم إحتمال أن يهتدوا هم بأنفسهم "أبدا" !!! .
نعم . لهذه الدرجة . و بفاء التعقيب أيضا . فهو الإله و لا يظلم أحدا بل إن هذا هو منتهى الرحمة فى هذه الحالة . حتى مع هؤلاء !!! .
سبحان الله !!! . حتى بعد أكثر من أربعة عشر قرنا من الإسلام لا زال المزيد و المزيد من المتاعيس يتطوعون بمبادرات من جانبهم هم بالصوت و الصورة ليثبتوا و يؤكدوا لنا أكثر و أكثر أنهم مجرد أمثلة أخرى إضافية للحالة النمطية المتكررة التى وصفها الله بقوله
"إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و فى آذانهم وقرا" .
و كل واحدة من الآيات أوضح من أختها و كل منها لها سياق فى منتهى الوضوح المعجز أيضا يجعلنا نتفهم تماما ما يحسه الكافرون عندما "ينزنق" الكافر منهم فى واحدة أو أكثر من آيات القرءان و نتفهم أيضا رد فعلهم النمطى المعتاد و التى تصلح مواقع الأقباط الكثيرة جدا كمراجع ممتازة له .
و المضحك كالبكا هو أنهم هم الذين يدعون أن المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام قد جاء ( لهم هم ) إلى مصر و لف البلاد ( و لم يؤمنوا ) ثم ذهبوا بعد ذلك ليأتوا بدين المسيح من الرومان !!! . و يمكنهم طبعا أن يسألوا أنفسهم عن حالهم مع الرسالات الأسبق عن رسالة المسيح والحال التى وجدهم عليها المسيح وقت أن جاءهم !!! .
و كما إختص الله بنى إسرائيل برسالة موسى عليه الصلاة و السلام من بين من كانوا فى مصر فى ذلك الوقت فقد إختص محمد عليه الصلاة و السلام هؤلاء القبط من بين كل من كانوا فى مصر برسالة يدعوهم فيها إلى الإسلام ( و لم يؤمنوا مرة أخرى إضافية ) بل لما جاء الإسلام بعد ذلك ليحرر مصر من الرومان حاربوه !!! فأسلم من فى مصر جميعا ( 95% ) و ظل هؤلاء يحاربوه حتى الآن !!! .
صدق الله العظيم .
و طبعا يظل هناك الإحتمال أمام الإهتداء الإستثنائى على المستوى الفردى و هو ما يحدث فعلا للبعض من هؤلاء المتاعيس و يؤدى إلى المزيد من الحرقة و القهر داخل الباقين .

حكمة أعجبتنى

بالمال يمكنك أن تشترى مبنى لا أن تشترى بيتا
يمكنك أن تشترى مدينة لا أن تشترى وطنا
يمكنك أن تشترى شركاءا لا أن تشترى عائلة
يمكنك أن تشترى ساعة لا أن تشترى وقتا
يمكنك أن تشترى لوحة لا أن تشترى الفن
يمكنك أن تدفع أجر الطبيب لا أن تشترى الصحة
يمكنك أن تشترى شهادة لا أن تشترى علما و عقلا
يمكنك أن تشترى سلاحا و كلابا و حرسا لا أن تشترى أمنا
يمكنك أن تشترى مسبحة و جلبابا لا أن تشترى دينا
يمكنك أن تشترى منصبا لا أن تشترى إحتراما
يمكنك أن تشترى سريرا لا أن تشترى النوم
يمكنك أن تشترى فتاة لا أن تشترى حبا
فالمال لا يشترى كل شيئ .
و لذلك يمكنكم تحويل المال إلى حسابى و لكم الشكر .

السياق


لقد أشرت كثيرا فى هذه الصفحة إلى آيات من القرءان و كنت فى كثير من الأحيان أشير إلى أنها تأتى ضمن سياق يجب أن تقرأ ضمنه و هو طبعا أمر بديهى لكنى كنت أكتبه تصريحا لأسباب كثيرة .
و لقد سبق و أشرت بعجالة إلى مفهوم السياق تحت عنوان "القرءان متى" فى نفس هذه الصفحة و أعطيت له مثالا من سورة الأعراف حيث نجد قصص الرسل و تكذيب قوم كل رسول ( رغم أنهم قد بلغهم ما حدث لمن قبلهم !!! ) فى الآيات 59 - 93 ثم تأتى الآيات المحكمات 94 - 102 لنجد الآية 101 مثلا تقول الكثير ( جدا ) . و بعدها تكمل السورة بسرد ( أكثر تفصيلا بكثير ) لقصة موسى عليه الصلاة و السلام مع فرعون و بنى إسرائيل لنلحظ حاصل جمع الآية 100 مع الآية 137 مثلا . ثم نعود للخلف قليلا لنرى لمحة من كلام موسى عليه الصلاة و السلام الأسبق زمنيا لبنى إسرائيل فى الآيتين 128 - 129 . و أعرض هنا عينة أخرى من كلام الرسل بنفس الصدد

http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=237&Words=%d8%aa%d8%b9%d8%ac%d9%84%d9%88%d9%86&Type=phrase&Level=exact&ID=483799&Return=http%3a%2f%2fhadith.al-islam.com%2fPortals%2fal-islam_com%2floader.aspx%3fpageid%3d236%26Words%3d%d8%aa%d8%b9%d8%ac%d9%84%d9%88%d9%86%26Level%3dexact%26Type%3dphrase%26SectionID%3d2%26Page%3d0

مضافا عليها آيات من قبيل 14 من سورة يونس و 55 من سورة النور كمجرد أمثلة .
و أردت أن أعطى بعض أمثلة أخرى على السياق فى القرءان أبدأها بسورة إبراهيم التى تسرد لمحة من قصة موسى مع قومه فى الآيات 5 - 8 ثم الآيات 9 - 17 و بها إستطراد فيه سرد عن الرسل السابقين و تكذيب أقوامهم لهم و نلمح فيها عبارات "يغفر لكم ذنوبكم" ( أى يلغى من الديون السابقة ) و "
يؤخركم إلى أجل مسمى" ( أى يعطيكم مهلة للإصلاح ) فى الآية 10 . و نرى أيضا فى الآية 14 عبارة "و لنسكننكم الأرض من بعدهم" . ثم بعد ذلك فى سياق تال يتحدث فيه الإله عما يفعله بالظالمين نلمح فى الآية 42 عبارة "يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" و فى الآية 44 يقول الذين ظلموا عبارة "ربنا أخرنا إلى أجل قريب" بينما يذكرهم الله فى الآية 45 قائلا "و سكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم ..." .
أما فى سورة طه فبعد أن نرى الأوامر الإلهية إلى موسى و هارون أن يقولا لفرعون "إنا رسولا
ربك ..." ( الآية 47 ) نجد رد الفرعون "فمن ربكما يا موسى" ( الآية 49 ) ثم نجده بعد أن رأى آيات الله يكابر و يحول الأمر إلى مواجهة شخصية مع موسى ذاته "... أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى" ( الآية 57 ) ( و هو ما يوضحه سياق القصة ذاتها فى مواضع أخرى من القرءان ) ثم يتحداه هو بالسحرة أمام الجميع ليكون أول ما يفعله موسى هو أن أنقذ السحرة من أن يكذبوا و يدعوا على الإله ( فهو رسول عليه الصلاة و السلام و هو لا يتحداهم لذاتهم بل إن المواجهة ليست معهم أصلا ) فيحول السحرة أيضا الأمر إلى مواجهة شخصية مع موسى و هارون و نلحظ عبارة "... و قد أفلح اليوم من استعلى" ( الآية 64 ) ثم يتحدوا موسى بالذات فيأتيه كلام الله متضمنا "... إنك أنت الأعلى" ( الآية 68 ) و لما ينهزم السحرة بالقاضية الفنية نعجب لقولهم "... آمنا برب هارون و موسى" ( الآية 70 ) ( هارون قبل موسى !!! ) لنجد أن الفرعون يحسب هزيمة السحرة فى خانة موسى !!! "... إنه لكبيركم الذى علمكم السحر ..." (الآية 71 ) لنكتشف أننا نرى سياقا ليس فقط من تاريخ قديم بل إنه يتضمن كلام رسول عليه الصلاة و السلام و كلام سحرة و كلام فرعون و بالتالى نحمد الله و نشكر فضله و نعمته الكبيرة جدا علينا فلولا السرد فى القرءان بالإسلوب المعجز و بلسان عربى مبين ما فهمنا أى شيئ مما يحدث بل غالبا طبعا ما كان قد بلغنا أى شيئ مما حدث أصلا .
ثم تسرد الآية بعد ذلك لمحات مما فعله بنو إسرائيل مع موسى بعد أن عبر بهم البحر و بعدها ( كالعادة ) تأتى الآيات المحكمات لنلحظ مثلا عبارة "حملنا أوزارا" فى الآية 87 مقابل كلمتى "وزرا" و "حملا" فى الآيتين 100 و 101 . و عبارة "... ثم لننسفنه فى اليم نسفا" ( الآية 97 ) و معها "... فقل ينسفها ربى نسفا" ( الآية 105 ) لنرى أن الإله لا ينسفه مخلوق بل هو الذى ينسف الجبال ( بالجمع ) . و نرى "... هم أولاء على أثرى ..." ( الآية 84 ) و معها "... فاتبعونى و أطيعوا أمرى" ( الآية 90 ) مقابل "يومئذ يتبعون الداعى ..." ( الآية 108 ) . و كذلك نجد "يومئذ لا تنفع الشفاعة ..." ( الآية 109 ) لنتذكر مثلا الآية 155 من سورة الأعراف . ثم نعود لنجد "... وسع كل شيئ علما" ( الآية 98 ) مقابل "يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون به علما" ( الآية 110 ) و معها "... و قل رب زدنى علما" ( الآية 114 ) . و كذلك نجد "... تاب و آمن و عمل صالحا ..." ( الآية 82 ) مقابل "و من يعمل من الصالحات و هو مؤمن ..." ( الآية 112 ) . و يمكن أيضا ملاحظة وجود الفعل "فنسى" فى الآيتين 88 و 115 بشأن السامرى و آدم .
و المثال الأخير يتكون من كلمتين متتاليتين بينهما علامة الآية 93 من سورة الكهف .
و نلحظ فى الآية التى بعدها الإسلوب القرءانى المعجز الذى يوضح أن هؤلاء طلبوا من ذى القرنين "سدا" فأعطاهم بدلا منه "ردما" . و أنه أشركهم فى العمل بطريقة غريبة فنجد دورهم قد إنحصر فى تنفيذ أوامر "آتونى" و "انفخوا" و "آتونى" فقط !!! و أيضا كان لا يخبرهم بالمهمة التالية إلا بعد أن ينتهوا من المهمة التى سبقتها و واضح من نوعية هذه المهام أنه كان من الصعب جدا تخيل المهمة التالية بناءا على ما سبقها بل كان حتى من الصعب فهم نتيجة المهمة الواحدة كالنفخ مثلا حتى يصبح الحديد نارا !!! .

حرق المتميزين

شاهدت فى الإنترنت صورا لبعض تدريبات رياضية فى غاية القسوة غير المنطقية يتعرض لها أطفال صينيين ضمن التدريبات ليصبحوا أبطالا و هم يبكون ( طبعا ) و وجدت نفسى أتساءل : إلى متى ستظل البشرية تحرق ذوى القدرات البدنية المتميزة بهذا الغباء اللا-متناهى من أجل تحقيق المزيد من الأرقام التصاعدية ؟!!! . إن الأمر يزداد سوءا بكثير كلما "تقدمنا" أكثر فى الأرقام . و بعد أن كان يتم تجهيز المتسابقين قبل البطولات بفترة أصبحوا متفرغين طول الوقت لذلك ثم تحول الأمر إلى الإنتقاء المبكر لتجهيزهم على المدى الطويل ثم الإنتقاء المبكر جدا ليقضوا عمرهم كله فى عذاب من أجل كسر الثانية الذى سيحققه أحدهم بعد سنوات كثيرة . و طبعا تطور الأمر منذ زمن بعيد إلى المنبهات و المنشطات و باقى أنواع المواد التى لا أعرف إسمها سواءا التى يتم إكتشافها من حين لآخر أو التى ليست لها إختبارات بعد . فمتى سنتوقف عن حرق و تدمير كل هؤلاء الذين نراهم فى النهاية و العدد ( الأكبر بكثير ) الذين يسقطون فى الطريق و لا يراهم أحد بطرق تزداد سوءا بمضى الوقت ( طبعا ) لمجرد أن يحقق واحد منهم فى النهاية كسر من الثانية عن الذى تم تدميرهم قبله ؟!!! .
ما الهدف ؟!!! . و إلى أين نمضى ؟!!! . أين سنتوقف ؟!!! . هل حتى سنتوقف قبل اللعب فى الجينات و محاولة التعديل الوراثى لإنتاج من سيمكنهم تحقيق المزيد بعد أن أصبحت الأرقام فوق كل الطرق الأخرى ؟!!! . ربما حتى كان سؤالى هذا متأخرا عن موعده .
ألم يكن من العقل أن نضع حدا للقدرات نعتبر ما فوقه تميزا نمنح أصحابه الميداليات بدلا من الأرقام التصاعدية بلا حد أقصى بإجرام ؟!!! . أظن ان الأمر لا يخرج عن محاولات التربح من حرق كل هؤلاء سواءا كمهنة للمدربين و الأطباء ... إلخ أو بالدعاية و الإعلانات التجارية ... إلخ .
ما هى أى علاقة بين حرق و تدمير ذوى القدرات الفائقة وحدهم بهذه الطرق الإجرامية و بين الرياضة بأى حال ؟!!! . تبا و سحقا لإدعاء الرياضة و النتيجة هى أن أحدا لم يمارسها فلا هذا الإجرام رياضة و لا الملايين مارسوا أى شيئ غير رياضة أكل الشيبسى و شرب البيبسى و هم يشاهدون ذلك وسط شلال الإعلانات على التلفاز .
أظن أنه كان يمكن ربما حتى بنفس معدلات الإنفاق الحالية التى تنفقها الدول على هذا السخف الإجرامى على مستوى العالم ( و التى أظنها عالية بما فيه الكفاية ) أن نتيح قدرا من الرياضة الحقيقية ( العادية المنطقية و ذات المردود الحقيقى ) للمجموع ليتحول الأمر من تخريب بلا حدود إلى فائدة عامة .
و لازلت أصادف كثيرا المعتاد من بغبغة كتبة الجرائد بأنواعها و مقدمى البرامج التليفزيونية ... إلخ و هم يتبارون ( بعد كل بطولة بلا إستثناء !!! ) فى الإستهزاء ببعثتنا الرياضية و الإنتقاص من قيمة ما حققوه من أرقام و التأكيد على أنهم قد فضحونا و قللوا من شأننا و قدرنا الأعلى من ذلك بكثير و يتحسرون دائما على أيام يقولون أننا كنا نحقق فيها أرقاما أحسن و ميداليات أغلى ... إلخ و يرجعون ذلك كل مرة إلى نقص الإمكانيات رغم التصاعد بل القفزات فى ميزانيات الفرق القومية و الإنفاق الرياضى عموما !!! فى هذه البلد المنكوبة التى حفرت فى وحل القاع لعمق يزيد عن التريليون و نصف ( بسعر ما قبل سقوط العملة الوشيك الحتمى ) بالترافق مع الخراب التام و الدمار الشامل أى إستحالة سداد و لا حتى مبالغ الربا المستحقة وحدها . و كل ما فى الأمر هو أن الأطباء و المدربين ... إلخ عندنا يحاولون فى حدود الإمكانيات المتاحة أن يطبقوا بعض الطرق التى سمعوا عنها من هناك و هناك و كلها طبعا طرق متقادمة حقق بها الآخرون أرقاما منذ زمن ثم تركوها لما هو أسوأ و يحقق أرقاما أفضل .
و لازال سرطان كرة القدم يزداد إستفحالا رغم زيادة عدد من أصبحوا يشاهدون المباريات الأجنبية بأنواعها و بالتالى أدركوا الفرق بين هذا و بين ما يحدث عندنا . و طبعا تذكرت الشريط الطويل الذى بدأ بتوقف كرة القدم بعد نكسة 67 و عودتها بعد 73 ثم بدأت اللعبة باللعب على وتر "الحكام الأجانب" من أجل ما أسموه الإحتكاك و الإستفادة من خبراتهم و رفع المستوى ... إلخ ثم بدأت لعبة "المدربين الأجانب" بنفس المبررات و لنفس الأهداف ثم لعبة "اللاعبين الأجانب" و ساقوا نفس المبررات و نفس الأهداف ثم بدأ الحديث عن الإحتراف على أنه الحل السحرى لمشاكل كرة القدم فى مصر و أن بعض الدول التى إحترف بعض لاعبيها فى دول أخرى قد باعتهم بالملايين ... إلخ و عن كيف أن لاعبينا يفوقوهم فى المهارة و لا ينقصهم إلا الإحتراف ليلعبوا هم أيضا لنوادى أوروبا ليأتوا بالملايين الكثيرة للبلد ... إلخ و حدث ما حدث و نعرفه جميعا و وصل حال الكرة فى مصر إلى ما لا يمكن لأحد أن ينكره بينما يمكن عد اللاعبين الذين إحترفوا فى الخارج و معرفة من إستفاد من أى دخل مادى نتيجة ذلك . و طبعا يمكن مرة أخرى أن نعود للحديث عن الرياضة الحقيقية التى يمكن أن يمارسها الجميع لتستفيد بها الأجسام بدلا من حمل غير عادى يدمر 22 لاعبا بينما باقى الملايين تعانى من المزيد من الضغط العصبى و تزداد ترهلا بإطراد ليخسر الجميع و لا يكسب إلا النوادى و شركات الإعلانات .
و المضحك فى الموضوع هو أن الذين يتحدثون عن أمجادنا الرياضية السابقة لا يلحظون أنها قد حدثت كلها وقت أن كانت الرياضة لا تزال هواية و إختفت كلها تماما بعد أن تحول الأمر إلى مجرد "بيزنس" آخر فشلنا فيه تماما و خرجنا من المنافسة مما يجبرنا على التفكير مثلا فى الإكتفاء بدفع مقابل بث مباريات كرة القدم الأجنبية الذى سيكون أقل بكثير من تكلفة "العك" المحلى الحالى .


انشرها جزاك الله خيرا.


يمكن قراءة هذه الرسالة على الشبكة فى أحد العناوين التالية :

http://www.mhasfour.wordpress.com
http://www.mhasfour.blog.com
http://www.moshrekomisr.blogspot.com
http://www.kondalisa.maktoobblog.com

و يمكن تنزيل كل الرسائل كملفات من أحد الروابط التالية :

http://www.megaupload.com/?f=9ETXHET7
http://www.filefactory.com/f/94a6bf757acfefdb



مسلم مصرى
مصطفى حسنين مصطفى عصفور
التاريخ : 31 يوليو 2011

No comments:

Post a Comment